Monday 07/04/2014 Issue 15166 الأثنين 07 جمادى الآخرة 1435 العدد

المرضى النفسيون .. هل من علاج؟

حمود دخيل العتيبي

أفاق المجتمع على الجريمة البشعة التي هزت حي السويدي وأثارت فزع الجميع، وبغض النظر عن ملابسات الجريمة أو حقيقة الجاني إن كان مريضا نفسيا أو مدمن مخدرات، فهو في كلتا الحالتين مريض يحتاج إلى علاج وتأهيل نفسي ليكون عضوا نافعا في المجتمع بدلا من أن يكون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة وهو ما حدث بالفعل ؛ حيث لم يجد الجاني من يتقبله في المجتمع أو يقدم له العلاج المناسب حتى مرحلة الشفاء فأقدم على هذه الجريمة التي تدق ناقوس الخطر، وتصحح مفهوم التعامل مع هؤلاء المرضى، فالتعامل الخاطئ من جانب المجتمع مع هؤلاء المرضى الذين يتركون بدون رعاية يهيمون على وجوههم في الشوارع ويتركون فريسة لمرضهم المقلق من دون رعاية طبية أو حماية لهم، مما قد يعرضهم للأذى البدني أو دهس السيارات أو الأخطار المحدقة بهم يزيد من سوء حالتهم النفسية ويزيد بالتالي من خطرهم حيث يتحول البعض منهم إلى وحش كاسر قد يسهم في ارتكاب جرائم مقلقة للأمن والوطن وقد سمعنا عن ذلك كثيرا.

إن تلك القنابل الموقوتة والقابلة للانفجار في أي وقت تحتاج إلى المزيد من الرعاية التي قد تكون فقدتها في محيط الأسرة أو لنقل «المجتمع الكبير» فهم في حاجة ماسة إلى نظرة حانية من جميع مؤسسات المجتمع، فهؤلاء غير مسؤولين عن تصرفاتهم عوضا عن أنه قد يقع البعض منهم في يد الإرهاب أو مروجي المخدرات أو محترفي السرقة أو ممتهني التسول وبذلك يتشكل الخطر على أفراد المجتمع ؛ لذا فهم في حاجة ماسة إلى الرعاية الاجتماعية قبل أن يستفحل خطرهم وتصعب السيطرة عليهم فلا بد من تكاتف المؤسسات الاجتماعية المختلفة كدور الرعاية الاجتماعية والجمعيات الخيرية والمؤسسات المدنية التي يجب أن يكون لها دور كبير في تحمل الجزء الأكبر من الأعباء التي تثقل كاهل وزارة الصحة أو الشؤون الاجتماعية، فمهما بذلت وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية من مجهود فلن تستطيعا السيطرة أو الإيفاء بحقوق هؤلاء المرضى بدون مساعدة المجتمع؛ لذا فلا بد من مساهمة فاعلة من رجال الأعمال والمقتدرين والجمعيات الخيرية للمساعدة في تحمل جزء من هذه المسؤوليات ، كما أن لوسائل الإعلام دور كبير في تسليط الضوء على حاجة هؤلاء المرضى للعلاج المناسب، فعندما تزودنا وسائل الإعلام المختلفة ببعض الرسائل الإعلامية عن هؤلاء تجعل الكثير من المقتدرين في المجتمع يتعاطف معهم، كما أن تلك الرسائل تجعل الكثير من أفراد المجتمع يصحح طريقة تعامله مع هؤلاء المرضى ؛ لذا فلا بد من تكاتف جميع أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة في سبيل تبني هؤلاء وتوفير السكن الملائم والرعاية الصحية لهم بدلا من تركهم يهيمون على غير هدى، كما أن على رجال الأمن مسؤولية كبيرة في القبض على هؤلاء وإيداعهم المصحات النفسية أو دور الإيواء المناسبة لحالتهم بدلا من تركهم يشكلون خطرا على أفراد المجتمع، وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.

- الرياض