Thursday 10/04/2014 Issue 15169 الخميس 10 جمادى الآخرة 1435 العدد
10-04-2014

تعلموا «الوطنية» من معازيبكم..!!

قبل أيام، قرأت تغريدة لمبتعث سعودي، يدرس على حساب الدولة، وكانت التغريدة «مستفزة»، وتنضح بالحقد الدفين على الوطن، وأهل الوطن، وهذا المناضل الصغير يكتب منذ فترة، ويناضل من بلاد العم سام ضد وطنه، ولا شيء يستفزه مثل كتابات الوطنيين، فهو يحرص على الرد عليهم، وتفنيد كل الإيجابيات اسلتي يكتبون عنها، وربما أنه يود أن يتهمهم بالعمالة لوطنهم، ومثل هذا المناضل كثر، وجلهم مبتعثون على حساب الدولة، بل إن بعضهم يرتبط بعلاقات ود وثيقة مع المناضل الإسرائيلي - العروبي الشيخ عزمي بشارة، أحد منظري تثوير العرب، وهناك مناضلون كثر من داخل الوطن، فقد أصبح النضال موضة هذه الأيام، تماماً كما كانت البيانات سابقاً.

الغريب أن جل هؤلاء المناضلين قد تم استقطابه من جهات لا ترتبط بعلاقة ود مع المملكة، وذلك بطرق شتى، يأتي على رأسها الإستكتاب الصحفي، كذريعة للدفع بالدولار، مع أن بعضهم لا يمكن أن تنشر له أكثر الصحف الوطنية رداءة، فالهدف ليس الكتابة، بل شراء الذمم الرخيصة، ولعلكم تتذكرون المناضل الذي تجرأ على شتمنا جميعاً، في تغريدة شهيرة، وهو يقول إن الجنسية عبارة أوراق، وحسب!!، أي أن الأصل هو أن يبحث الإنسان عمن يخدم مصالحه، دون أدنى اعتبار للارتباط بالأرض، ومما يلفت الانتباه أن هؤلاء المناضلين يقفون ضد أي خطوة تنموية هنا، في بلد الإسلام، والشريعة. هذا، ولكنهم يشيدون بتجارب دول أخرى، مع أن بعض تلك الدول تعتبر دور القمار، والخمور، والبغاء جزءاً اساسياً من اقتصادياتها!!، بل إن بعض تلك الدول تبني الكنائس، وتتبنى أعداء الأمة، ومع ذلك فإن مناضلي الزمن المتأخر لا يرون بأساً في ذلك، بل ويحجون -دورياً- إلى بعض تلك الدول، وقل أن يعودوا، دون أن يكونوا محملين بحقائب السامسونايت، التي لا يعلم إلا الله ما في داخلها من الهدايا النقدية، والعينية، وهم يعتقدون أن هذه الدول هي التي ستعيد زمن الخلافة الموعود.

أدولف هتلر قال ذات زمن بعيد إنه لم يحتقر أحداً أكثر من احتقاره للذين ساعدوه على احتلال بلدانهم، والمثل يقول إن الكلب الذي يقتل مرة، سيقتل مرة أخرى، وأستغرب حقاً كيف أن هؤلاء المناضلين لا يشعرون بالخجل، وهم يرون أن من يستقطبهم للعمل ضد مصلحة بلدهم هم أكثر الناس إخلاصاً لبلدانهم، فكيف لا يغارون من ذلك، وكيف لا يشعرون بالذل، والهوان، ثم كيف فات على هؤلاء أن: «من لا يحب وطنه، فلن يحب أي شيء آخر»، ولا يراودني شك في أن هؤلاء يفسرون «الحلم» على أنه ضعف، و»التغافل» على أنه «غفلة»، ومع كل ذلك فإني أهدي لهم، خصوصاً الشعراء منهم، هذا البيت: «كم منزل في الأرض يألفه الفتى.. وحنينه أبداً لأول منزل»، فهل يتداركون أنفسهم؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب