Thursday 10/04/2014 Issue 15169 الخميس 10 جمادى الآخرة 1435 العدد
10-04-2014

صنيعُهُ..!

الإنسان هو من يصنع مساحاته، إما يضيُّقها.. وإما يوسِّعها...

مساحات آفاقه الذهنية، والنفسية، والحركية.. والمكانية..،!

تلك التي تعكس أشكال حريته المتزنة، والمنفرطة..، وتكشف عن تفريط سطوتها، وحدود حكمتها..

في أية مساحة يكون له فيها المشيئة، والقرار..

هناك قياسات يمكن أن يستخدمها المرء لتحصر الأطوال..، والأحجام..، والأوزان..

وهو حين يستخدمها في الملموس الجامد، والسائل، والصلب..، فإنه على يقين من دقتها..لأنها حدود لا تتجاوز قياسها..

غير أن مقاييسه الذاتية لا طول..، ولا حجم..، ولا وزن لها إلا مقاييسه الفكرية..، وضوابطه القيمية وهي غير ملموسة..

فكيف؟

كيف للإنسان إن صنع مساحاته..، ثم شاء قياسها..؟

كيف إن هو وزنها، وقاسها، وقنَّنها في كل فعل حركي، وفكري، وسلوكي..؟!

كيف سيجد نفسه..؟ وكيف هو حالها..؟

على أي براءة، وشفافة، ودقة هي موازينه، ومقاييسه، وأقساطه..؟!

إلى ما سينتهي بنتائج قياس مساحات حريته حدوداً واضحة، وضوابط جامحة، وانفراط آماد طامحة..؟!!

إنه اختبار..؟

فإلى أي نتائج ستؤول كفة الموازين، وآفاق المساحات عنده.. لمساحاته كلها إن صدق في استخدام المقياس الصحيح، الأمين..؟!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب