Friday 11/04/2014 Issue 15170 الجمعة 11 جمادى الآخرة 1435 العدد
11-04-2014

الكسب الحلال

أباح الإسلام الكسب الحلال، وحثَّ على تحصيله والانتفاع به من مختلف وجوهه سواء كان ذلك في تجارة أو صناعة أو زراعه ونحو ذلك مما فيه نفع للإنسان. وحرَّم الإسلام المكاسب التي تأتي من طريق الفساد وأكل المال بالباطل، فحرَّم الربا والسرقة والغش والاحتكار وظلم الناس، وما أشبه ذلك.

وأصبح همُّ بعض الناس من جمع المال من أي مصدر كان، ويرى أن المال يكون حلالاً متى ما حلَّ في يده، ولا يبالي فيما أصاب من مال من حلال أو حرام، وجاء في الحديث الذي أخرجه البخاري (2083) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من الحرام)، قال ابن حجر في الفتح (4-297)، وهو من بعض دلائل نبوته لإخباره بالأمور التي لم تكن في زمنه. ووجه الذم من جهة التسوية بين الأمرين، وإلا فأخذ المال من الحلال ليس مذموماً من حيث هو.

والمعاملات المالية أصبحت اليوم هي الهمَّ والشغل الشاغل لكثير من الناس، وإذا كان الحال كذلك، وجب على الإنسان الحذر والاحتياط والحرص على طيب المكسب، فلا يدخل على نفسه إلا كسباً حلالاً، ولا يتغذى إلا بالطيب، ففي ذلك أثر وتأثير في العقل والنفس، وأثر في العبادة وحياة المجتمع، والكسب الحلال يكسب البدن قوة وصحة، وبركة في الأعمال والأعمار. إن تحري الكسب الحلال مسألة عظيمة تقتضي من الإنسان أن يديم النظر في استحضارها والتواصي بها، فإذا لم يكن لدى الإنسان قوة في إيمانه توقفه عن الانسياق وراء شهوة المال وقع في الشبهات ثم في الحرام، والخطورة تكمن في استمرار النفس على كسب المال الحرام واعتيادها عليه، أو عدم مبالاتها فيه بما يزين لها الهوى والشيطان، ومن ابتعد عن مواطن الريب سلم له دينه من النقص وعرضه من الطعن وسعد في حياته، وعاقبة الكسب الحرام شدة وحساب وسوء عقاب، وعاقبة المصارف الطيبة المشرعة طوبى وحسن مآب.

- وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

مقالات أخرى للكاتب