Sunday 13/04/2014 Issue 15172 الأحد 13 جمادى الآخرة 1435 العدد
13-04-2014

رؤية البنوك حول خدمة المجتمع

أثار نقد ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز للبنوك بأنها لم تقدِّم للوطن والمواطن ما يستحق الذكر، وضعف مساهمتها في المسؤولية الاجتماعية، الكثير، ودفع كثيراً من وسائل الإعلام والكتّاب للحديث عن هذا الموضوع المهم جداً. وعندما يقوم ثالث أعلى مسؤول في الدولة بانتقاد البنوك في أداء جزء من مسؤولياتها فهذا يؤكد ما ذكره الكثير قديماً وحديثاً عن ضَعف مساهمة البنوك في المسؤولية المجتمعية وخدمة المجتمع.

قمتُ بجولة سريعة على المواقع الإلكترونية لعدد من البنوك السعودية، وركزت في بحثي على ما تقوم به تجاه المجتمع، وقد لحظت أن أغلبها لها مساهمات مجتمعية، لكن - للأسف - مساهمات دون المأمول، ولا تتفق مع رؤيتها في خدمة المجتمع التي أبرزتها في مواقعها الإلكترونية. فعلى سبيل المثال، أحد البنوك يقول: «تتمثل رؤية البنك.... في خدمة المجتمع بأن يكون رائد الشركات المساهمة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات». بنك آخر يقول: «عملاؤنا هم جزءٌ لا يتجزأ من مجتمعنا؛ لذلك نحن نسعى للحفاظ على مصالحهم وتأمين مستقبل مشرق لهم ولعائلاتهم». وبنك آخر ذكر أن «مسؤوليتنا تجاه مجتمعنا تأتي دائماً في طليعة التزاماتنا، وهي أحد الأهداف الرئيسة التي يسعى......... لتحقيقها، وإحدى القيم التي يعتز بها، وتتضمن خدماتنا تجاه المجتمع».

جميلة هي تلك الشعارات والعبارات، ومن المؤكد أنه تم الاستعانة على كتابتها بخبراء ومتخصصين في صياغة الرؤية والرسالة للبنك، ولكن في الواقع نجد أنه لا يطبَّق منها إلا ما ندر، وبشكل مُخْزٍ لأي بنك يدعي التزامه بتطبيق برامج المسؤولية الاجتماعية. للأسف، بعض البنوك تعتقد أن رعايتها لعدد من كراسي البحث العلمي في الجامعات، أو رعاية مؤتمرات لها مصالح منها، تحقق رؤيتها في خدمة المجتمع، ويتناسون الدور الأكبر والأهم المطلوب منهم القيام به مقارنة بالإيرادات والأرباح التي يتم تحقيقها من أنشطتهم البنكية.

باختصار، خدمة المجتمع الملموسة يمكن أن نراها بوضوح من خلال قيام البنوك بإنشاء مستشفيات متخصصة في بعض الأمراض المستعصية في بعض محافظات المملكة، أو مدارس ومراكز لبعض ذوي الاحتياجات الخاصة، والتكفل بمصاريف علاج مرضى داخل وخارج المملكة، أو مراكز تدريب وتأهيل للشباب قبل الالتحاق بالعمل، وغيرها من المشاريع التي تقوم عليها حالياً وتتكفل بها الدولة، وتوظيف أكبر قدر ممكن من الشباب السعودي من الجنسين بعد تأهيلهم، ويكون هذا المشروع باسم البنك أو المصرف. عدا ذلك فهي برامج من البنوك لا تسمن ولا تغني من جوع.

smlhft2010@gmail.com **** sulmalik@hotmail.com

sultan_almalik@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب