Sunday 13/04/2014 Issue 15172 الأحد 13 جمادى الآخرة 1435 العدد

أعمال الخير في (عنيزة)

حمد إبراهيم الصريخ

عمل الخير ليس له زمان ولا مكان، ففي بقاع الأرض يفيض الأخيار من أفضالهم وكرمهم على مجتمعاتهم، وينتشر خيرهم حتى وصل إلى الحيوانات بدعم الجمعيات التي تعنى بالرأفة وحقوق الحيوان.

وعمل الخير لا يقتصر على الماديات فقط، مع أنه العمود الفقري لدعم المشاريع الخيرية، لكن هناك من يبذل نفسه في سبيل المجتمع، ولصالح الأمة، ويستمتع بذلك. وهؤلاء هم رسل الله في أرضه يزرعون الخير ويحصدون الشكر، يخلفون الابتسامة ويجنون المغفرة.. والإنسان إذا مات انقطع ذكره إلا من عمل صالح يبقى له.

والتاريخ يسجل، ولا ينسى مثل هؤلاء الذين يضعون بصماتهم المشعّة للأجيال القادمة، ويرسمون الطريق المضيء، ويضربون المثل الأعلى، والقدوة الصالحة للأجيال الذين يأتون بعدهم.

ولعل الأمثلة كثيرة ممن قدم خيراً لأهله، وقد يكون من أبرز ما يحضر في الذهن (الشيخ سليمان الراجحي) الذي أوقف جُلّ ماله في سبيل الخير.. فمثل هؤلاء سيبقى ذكرهم الطيب على السنة ألسنة الناس، يدعون له بظهر الغيب.. {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ} {إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.

ولا شك أن كثيراً من الناس قد أنعم الله عليهم (مادياً) أو (معنوياً)، لكن قليلاً منهم من يشارك الآخرين تلك النعم، وما دمنا في الحديث عن (عنيزة) المدينة كنموذج من بين المدن التي تحظى بأعمال خيرية، فإننا فذكر فنشكر كل من ساهم في نهضة تلك المدينة.

ويتبادر إلى الذهن كل من (الجفالي) و(التميمي) الذين أنشأ مركزين لذوي الاحتياجات الخاصة، والدكتورة (لولوة النعيم) التي نذرت نفسها للطب وخدمة الناس، هي الأخرى أقامت مدرسة ومركزاً صحياً في مسقط رأسها (عنيزة) وتبرعت بهما للجهات ذات العلاقة لتشغيلهما.. ولا ننسى (السبيعي) جزاه الله خيراً حيث أقام مستشفى لكبار السن على أرض مستشفى الشفاء القديم.. وكذلك الشيخ (سليمان العليان) الذي أقام مجمعاً خيرياً للتعليم وغيرهم كثير ولله الحمد والمنة.

أما النماذج التي بذلت نفسها -لأنها لا تملك المال- فقد سجل التاريخ في صفحاته نموذجاً فذاً هو الأستاذ (صالح الصالح) الذي بذل نفسه في سبيل التثقيف والتعليم. وكذلك الأخ الفاضل (محمد العمير) الذي بذل جهده في إنشاء وتطوير الجمعية الخيرية، والتي تملك الآن أكبر مستشفى متميزاً للنساء والولادة (مستشفى الوفاء) يعود نفعه على الجمعية التي تساعد المحتاجين.

والأمثلة كثيرة، والخيرون -ولله الحمد- كُثر، لكن لا تزال تلك الأعمال فردية، ولذلك نحن بحاجة إلى أن تدخل المؤسسات الكبيرة ذلك الميدان الاجتماعي الخيّر، ولكافة مدن المملكة، نحن بحاجة ماسة إلى أن نرى البنوك وهي تخصص جزءاً من أرباحها للمجتمع، ونتطلع إلى الشركات الكبيرة لتساهم في هذا المجال التعاوني الخيّر، مثل شركة أرامكو وشركة سابك والهيئة الملكية وأمثالها من الشركات المساهمة والعائلية لترد جزءاً من الدين والفضل لهذا البلد الخيّر المعطاء.. والله يوفق كل من يسعى للخير.