Sunday 13/04/2014 Issue 15172 الأحد 13 جمادى الآخرة 1435 العدد
13-04-2014

العوض ولا القطيعة؟!

يقول المثل الشعبي الدارج (ما يمدح السوق إلا من ربح فيه) وهذه حقيقة دامغة لا ريب فيها، أياً كان الإطار الذي يحتويها، أو العنوان الذي يقدمها كشاهد على حالة ما، وبالتالي يصبح من البديهي، بل من الضروري عدم الاعتداد بمسوغات ومبررات الرابحين في سوق ثبت للجميع رداءة منتجه لمجرد أن أولئك الرابحين قد تمكنوا من تصريف بضاعتهم فيه بشكل أو بآخر، ويبقى المعوّل على الرؤى الحصيفة التي تنظر للأمور من زواياها المختلفة والشاملة، لا من زاوية واحدة، هي زاوية المنفعة الذاتية على طريقة (أنا ومن بعدي الطوفان)؟!.

** الشاهد في الموضوع هو موسمنا الذي يوشك على الرحيل، إذ لم يتبقَ منه سوى مسابقة واحدة تمر هي الأخرى بمراحلها الأخيرة (مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين حفظه الله) والتي نتطلع كمتابعين لأن يكون فيها العوض عما حفلت به المسابقات الأخرى من (مهازل)، ولا سيما بعد أن غادرها العنصر الرئيسي المتسبب في بلاوي هذا الموسم، بمعنى أنه لا ضير ولا ضرر في ذهابها لمن يستحقها دون الحاجة إلى حركات (فرك الأنوف) وأخواتها؟!!.

** ذلك أن تحشيد (المهرجين) عبر الفضاء البرامجي وعبر الصحافة الورقية، زرافات ووحدانا.. والمبالغات في الزخرفة وفي البهرجات الدعائية، والاحتفاليات البلاستيكية.. فضلاً عن تسخير كامل الأوقات والمساحات، وتطويع كافة الرؤى والآراء، بل إرغامها على أن تصب جميعها في منحى واحد.. كل هذه المحاولات والتحايلات، وما ساندها ودعمها من فبركات، ومن تضليلات.. لم تحجب، ولا يمكنها أن تحجب كلما حفل به موسمنا من مزريات تتحملها المرجعية بكل تفاصيلها، لأن المثل يقول: (إذا عاب الرأس عاب البدن)، نعم تتحملها وحدها لأنها هي من أشرف على بعضها، وهي من أخرج ونفذ بعضها الآخر على طريقة (المخرج عاوز كدا)، وهي من مارس دور النعامة حيال المتبقي من المضحكات المبكيات؟!!.

** أقول : لن تحجبها حتى لو استمرت الحفلات (البلاستيكية) عاماً كاملاً.. وأخشى ما أخشاه أن نظل نعض أصابع الندم طويلاً على الزمن الغابر، على الأقل كنا نعرف أين ومن يصدر القرار.. بلا انتخابات شكلية، بلا بطيخ؟!

الحربائي يا أحبائي؟!

** في سبيل تلميع صاحبه المسؤول الذي يشاطره الميول كما هو دأبه اليومي عبر زاويته، ولأنه استنفد كافة الوسائل الممكنة وغير الممكنة في ممارسة نشاطه التلميعي اليومي لصاحبه، وفي سبيل إبراز جانب من السواد الذي يختزنه تجاه الهلال.. فلم يجد ذلك (الحربائي) سوى موضوع عدم حضور مندوب الهلال لاستلام جائزة المركز الثاني لممارسة عادته الدميمة في سبيل تحقيق أهدافه الرخيصة، سواء من خلال التهديد المضحك بقدرات صاحبه الخارقة، أو من خلال التحريض على الهلال؟!.

** فقد خانته خصاله التي اشتهر بها، ولم تسعفه هذه المرة في إيجاد المسوغ أو النافذة التي يمرق من خلالها لممارسة دوره.. فلم يتخذ قضية تسندها الأنظمة واللوائح للوصول إلى مبتغاه، وإنما ركن إلى أكذوبة حاول أحد البلداء أن يجعل منها حفلة مناحة يشبع فيها (لطماً) هو ومن هم على شكلته بمن فيهم صاحبنا!!.

** ذلك أن اللوائح لا تلزم الهلال أو غيره بضرورة الحضور في تلك المناسبة تحديداً، هذا جانب، الجانب الآخر أن إدارة الهلال اعتذرت مسبقاً عن الحضور لأسباب تتعلق بانشغالها بمباراة مهمة للفريق.. هذا عدا أن المسؤول الأول في الجهة المعنية قد قال الكلمة الفصل في الموضوع من أن الهلال غير ملزم بالحضور قبل أن يفرغ (الحربائي) ما بجعبته بوقت كاف، وبالتالي إمكانية صرف النظر عن فكرة التشبث بذيل الأكذوبة وطرحها كقضية هو الخاسر الوحيد فيها.. وأقسم لو أن ناديه لم يبعث مندوبه لاستلام جائزته لسبب أو لآخر، لما كتب حرفاً واحداً في هذا الاتجاه، بل كان سيستميت في سبيل تبرير عدم حضوره وبخاصة لو كان الحضور إلزاميا؟!!.

عَلّم في المتبلّم...؟!

** في قضية انتقال اللاعب أسامة هوساوي من الوحدة إلى الهلال.. كانت المفاوضات بينه وبين ناديه قد وصلت إلى طريق مسدود، مما اضطر نادي الوحدة إلى الكتابة رسمياً للجنة الاحتراف تطلب وضع اللاعب على قائمة الانتقال تمشياً مع النظام القائم آنذاك في مثل تلك القضايا، وبعد أن تم إجراء اللازم القانوني والنظامي من قبل اللجنة بناءً على طلب النادي، أضحى لزاماً على من يريد الاستفادة من خدمات اللاعب تقديم عرضه للجنة داخل (مظروف)، وتم تحديد المدة وموعد فتح المظاريف.. في تلك الأثناء قامت إدارة الوحدة بالاتفاق مع إدارة الاتحاد على انتقال اللاعب إلى العميد في مخالفة صريحة للأنظمة، وفي تعدٍ سافر على كينونة وهيبة اللجنة كجهة مسؤولة لم تراعى صلاحياتها، لهذا تم رفض الاتفاقية الالتفافية، وبالتالي جرت الأمور مجراها القانوني والنظامي ولا يعنيها من يزعل ومن يرضى.

** غير أن مهرجي برامج (كل من إيدو إلو) يصرون - سواء عن جهل أو تجاهل - على تشويه إجراءات انتقال الهوساوي للهلال، ويربطونها بقضية الجبرين المريبة.. بالمناسبة وفي ذات الموضوع : ظل أحد جهابذة البرنامج المخترق يردد عبارة فتح (الظروف) يقصد فتح (المظاريف) أبوك يالفهم!!.

شوارد:

** من حسن حظ عشاق مشاهدة مباريات كرة الطائرة عبر الشاشة أن نجومية هذا الموسم تنحصر مناصفة بين ناديي الوحدة والأهلي، فلو كانت للهلال كانت علوم!!.

** كان الحرص على إدانة رئيس نادي الرائد الأستاذ عبد العزيز المسلم أهم وأولى من أي شيء آخر بالنسبة لمقدم برنامج كورة ولا سيما في ظل صدفة عدم تواجد أحد عناصر الشلة ليلة الحديث عن قضية الجبرين.. فقد اعتادوا على أسلوب (واحد يثبت والآخر يشوت) مما اضطره للقيام بكل الأدوار والمهمات بمفرده!!.

** يبدو أن اختطاف القنوات، واختطاف مصادر القرار في المواقع الحساسة، فضلاً عن اختطاف الـ(...) قد أغرى بممارسة المزيد من الاختطاف.. ويا عالم: ما هو المخطوف القادم؟!!.

** الرابحون في السوق إياه لا يمتلكون الحجج والبراهين لدرء الشبهات والاستفهامات الدائرة عن سوقهم، لذلك لا يجدون سوى مقولة (منتخب) ظناً منهم أنها كفيلة بإسكات أي نقد.. ويبدو أن مفهومهم للانتخابات على أنها (قداسة) أو حصانة ضد أي نقد لأي خلل أو فشل، أو أنهم يتظاهرون بذلك الغباء لكي يُرفع عنهم القلم!!.

** حبذا لو يتنبه من يعنيهم أمر سمعة واجهتنا الرياضية، فيحرصون على خلو المسابقة المتبقية من موسمنا من الملوثات، لعل في ذلك إنقاذاً لشيء من قيم وهيبة منافساتنا التي عانت كثيراً هذا الموسم من التدهور والفشل الإداري والتحكيمي تحديداً.

مقالات أخرى للكاتب