Wednesday 16/04/2014 Issue 15175 الاربعاء 16 جمادى الآخرة 1435 العدد

رحم الله سماحة الشيخ راشد بن خنين الذي فقدناه

إن الإنسان مهما طال به المقام في هذه الدنيا فإن لابد من الرحيل الحتمي، حيث قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، فمنهم من يرحل ويرحل معه ذكره ومنهم من يرحل جسداً ويبقى روحاً بين محبيه بمآثره ومكرماته وبأخلاقه العالية وحبه وتقديره للناس. وهذا ينطبق على سماحة الشيخ راشد بن خنين الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد 13-6-1435هـ بعد معاناة مع المرض، وقد أدت الصلاة عليه جموعاً من المواطنين في مسجد الملك خالد بأم الحمام بمدينة الرياض. وقد بدأ حياته العلمية رحمه الله بتعلم القراءة والكتابة عند الشيخ أحمد بن عبدالله بن عتيق رحمه الله بمدينة الدلم، ودرس مبادئ العقيدة والنحو على يد الشيخ محمد بن عبدالعزيز الصرامي -رحمه الله- ثم طلب العلم على يد العالمين الجليلين سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي عام المملكة والشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي عام المملكة رحمهما الله، وقد شهدا له بالذكاء والنجابة وسرعة الفطنة وأنه يتحلى بفضل ووقار وأنه على مستوى علمي رفيع. فلا غرو أن تكون الحصيلة العلمية وتميزه في العلم الشرعي وعلم اللغة والأدب؛ لأن تعلم على علماء راسخين في العلم، ثم واصل دراسته في المعهد العلمي بالرياض عام 1370هـ، ثم تخرج من كلية الشريعة عام 1376هـ وكان من ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت من كلية الشريعة، وكان من أبرز زملائه في الدفعة معالي الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد ابراهيم وزير العدل سابقاً وسماحة الشيخ عبدالله بن غديان عضو هيئة كبار العلماء رحمه الله، ولقد تولى كثيراً من المسؤوليات والمناصب ولم تتغير منه خلق وقد قام بها خير قيام بكل صدق وأمانة، وكان رحمه الله زكي النفس صافي القلب لا يعرف الكراهية والحقد إلا من خلال القاموس، ومن أخلاقه الفاضلة سعة حلمه وصدره ونبل أخلاقه وتواضعه الجم والأدب المتناهي والذوق الرفيع مع مكانته العلمية العالية.

وكان يتميز رحمه الله بالوفاء المنقطع النظير لمشايخه وأصدقائه ومعارفه ومحبيه، ويدل على ذلك قصائده الرائعة في رثاء الشيخين الجليلين الشيخ محمد بن عبدالعزيز الهليل والشيخ عبداللطيف محمد الشديد رفيقا دربه التي تضمنها ديوانه رحمه الله وكنت أزوره في المناسبات مثل شهر رمضان المبارك والأعياد للسلام على سماحته وكان بشوشاً طلق المحيا كريماً لضيوفه وكان محباً لهم ومحبين له يأنس ضيوفه بحديثه الشيق الممتع وكان يتحفى ويسأل عن الأسر في مدينة الدلم ويتمنى لهم السعادة في الدنيا والآخرة ويحثهم على التلاحم وعدم التفرق لأنهم أبناء بلد واحد. وكان يشتاق إلى مدينة الدلم اشتياق الولهان إلى مراتع الصبا والشباب ويدل على ذلك قصائده في مدينة الدلم.. هذا بعض ما عرفته عن الشيخ رحمه الله.

رحم الله الشيخ وأسكنه عالي الجنان، وألهم ذريته وأبناءه ومحبيه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

د. زيد علي زيد الدريهم - وزارة التعليم العالي