Monday 21/04/2014 Issue 15180 الأثنين 21 جمادى الآخرة 1435 العدد
21-04-2014

يا معالي وزير الصحة: هل ننتظر إلى أن يصبح كورونا وباءً؟!

آخر الإحصائيات التي أصدرتها وزارة الصحة عبر موقعها الإلكتروني الخاص بالفيروس عن مرض كورونا الجديد أن عدد حالات الإصابة على مستوى المملكة منذ اكتشافه إلى وقت كتابة هذا المقال بلغ 218 إصابة، وتوفي منهم 73، وسجلت ست إصابات جديدة في جدة وسبع إصابات في الرياض يومي الخميس والجمعة الماضيين.

معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة يظهر قدراً كبيراً من التفاؤل ويطمئن المواطنين والمقيمين بأن فيروس كورونا في المملكة تحت السيطرة، وأن عدد الحالات المكتشفة ما زال قليلاً وأن الوضع بالنسبة لفيروس (كورونا) ما زال مطمئنًا بفضل الله ولم يصل إلى مرحلة الوباء!

ورغم كل هذا التطمين من معالي وزير الصحة والجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في استقصاء الإصابة بالفيروس وحصرها وإظهار كل ما يتصل به من مستجدات من حيث طرق انتقاله والوقاية منه، إلا أن هذا الفيروس الخطير يواصل انتشاره ويسجل إصابات متفرقة في عدد من مدن المملكة، رغم تركُّز معظم الإصابات في مدينتي جدة والرياض، إلا أن حالات سجلت أيضاً في الجوف وحفر الباطن والأحساء والدمام والقصيم وعسير ووادي الدواسر والمدينة المنورة وغيرها.

الحق، أنني لا أعلم علم اليقين على ما يتكئ عليه معالي الوزير من معلومات أو ما يتوافر لديه من وسائل وقاية لكي يُظهر هذا القدر الكبير من الاطمئنان، وهو يعلن في تصريحه آنف الذكر «أن فيروس كورونا ما زال غامضًا في العالم أجمع، ولا توجد معلومات مؤكدة عن طرق انتقاله، كما لا يُوجد لقاح أو علاج خاص به»!

كيف يمكن أن نكون مطمئنين يا معالي وزير الصحة، وأنت تعترف في تصريحك بأن الفيروس غامض ومجهول عند العالم كله، وأنه لا يزال يخضع للدراسات العلمية، وأن طرق انتقاله غير معلومة، وأن لا علاج مكتشفاً له الآن!

من أين لك أو لنا الاطمئنان، ونحن نقرأ ونتابع تصريحات الوزارة نفسها عن ارتفاع نسبة اكتشاف الفيروس كل يوم تقريباً في عدد من مدن المملكة!.

نحن لا نريد التخويف ولا التهويل ولا إثارة الفزع، ولا نريد من وسائل الإعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي أن تخلق حالة من الفوبيا المرضية عن هذا الفيروس، لكننا أيضاً يا معالي الوزير لا يمكن أن نطمئن أو يرتاح لنا بال أو لا نشعر بقلق من دخول مصعد أو ركوب طائرة مغلقة أو مكتب صغير مكتظ أو زيارة مستشفى أو خوض زحام في أي موقع دون أن يشعر أي منا بقلق وخوف وتوجس من عطسة طائرة من هنا أو هناك، أو سعال متواصل أو إطلاق نفس عميق، أو ملامسة أي من أدوات لمصاب بطريق الخطأ أو عدم العلم!

إن دور الوزارة اليوم يتوقف فقط على الإعلان عن المستجدات عن هذا المرض والتوعية بأعراضه وطرق الوقاية منه، وهو جهد مشكور، لكن هل هذا يكفي لمحاصرة الفيروس وتضييق الخناق عليه، وهي تعلم علم اليقين كم هو المستوى المتدني لكثير من المختبرات التجارية التي لا تلتزم بالشروط التي وضعتها الوزارة نفسها، وهي أيضاً تعلم مدى تدني مستوى العناية الطبية والنظافة والتعقيم في كثير من الدكاكين الطبية التي تُسمى مستوصفات أو مراكز طبية؟!

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب