Tuesday 22/04/2014 Issue 15181 الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1435 العدد
22-04-2014

الطمأنة يا صحة وليس التقاعس!

أن يتأخر تسليم مشروع حكومي، أو خدمي، أو تنفيذ طريق، أو جسر، فذلك أمر مقبول، ولن يؤثر بشكل مباشر على إنسان هذه البلاد، صحيح أننا نخسر، لكننا لن نخسر حياتنا كما يحدث مع مرض كورونا، الذي بات أمر انتشاره يثير القلق لدى معظم المواطنين، حتى وإن قامت وزارة الصحة بتطمينات مستمرة عبر مختلف وسائل الإعلام، وأن الأمر لم يصل بعد إلى مرحلة إعلان المرض كحالة وباء، لكن الأرقام تزداد منذ اكتشاف أول حالة قبل ما يقارب السنتين!

ففي يونيو 2012 تم اكتشاف أول حالة بالمملكة لمريض من بيشة، قدم للعلاج إلى جدة، وهو يشكو من أعراض تنفسية، وبعد أخذ عينة منه، وإرسالها إلى مختبرات أوروبية، جاءت النتيجة بأنه يحمل فيروسا جديدا من عائلة الكورونا، ثم دعت الوزارة أعضاء اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية، لرصد المرض في مختلف مناطق المملكة، وتجهيز المختبرات المرجعية في جدة والدمام والرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة لاستقبال عينات من مرضى مشتبه بهم.

مرت سنة، وأخرى، ولم تستطع وزارة الصحة توفير اللقاح اللازم لهذا المرض، ولم تتمكن من فرض شروط السلامة والوقاية منه، ولا من السيطرة على انتشاره، حتى وإن كان لم ينتشر بسرعة مقلقة، ولله الحمد، لكن الوزارة للأسف فشلت في التعامل معه بشكل سريع واستثنائي، فهو مرض قاتل قد يتحول إلى وباء خطير، فيما لو استمرت وزارة الصحة تنتظر عقاراً لهذا المرض، دون أن تفرض وسائل وقائية ناجحة بالتنسيق مع الجهات التي يكثر فيها تجمعات بشرية، كالمدارس والجامعات والأسواق والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.

صحيح أن هذا النوع من الأمراض الغامضة ليس من السهل التعامل معها، وقد تتطلب وقتاً طويلا للتعرف على مصدرها، وطرق انتقالها، وتصنيع دواء لعلاجها، بالإضافة إلى لقاح وقائي لها، لكن هذا لا يعفي الوزارة من الاستنفار، على كافة المستويات، وتشكيل ورش عمل يومية، وإصدار بيان يومي يكشف حالات المرض وتطوراته، وبكل شفافية ووضوح.

ولعل ما تخشى منه وزارة الصحة، من انتشار الشائعات بين المواطنين، سببه الأول والأخير خفوت الصوت الرسمي لوزارة الصحة، سواء في وسائل الإعلام التقليدية، أو الإعلام الجديد.

لذلك على وزارة الصحة أن تشيع الطمأنينة بين المواطنين، كما تفعل الآن، ولكن ليس بين موظفيها، بإشاعة التقاعس بينهم، والذين عليهم مسؤولية كبيرة، إذ صحة المواطنين وسلامتهم أمانة في أعناقهم، خاصة أن المرض قبل ما يقارب عامين كان محدوداً، لكنه في الآونة الأخيرة أصبح أكثر انتشاراً، ولا أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث من مضاعفات في المستقبل، فيما لو لم يتم محاصرة هذا المرض، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية له!

مقالات أخرى للكاتب