مستحيل .. للطيران المدني والصحة

كان أحد المشرفين الأكاديميين في الجامعة وقت دراستي أستاذا قديرا يتابع الجداول ويمتص غضب الطلاب، يندهش مع المندهشين، ويغضب مع الغاضبين، ويفرح لفرح الآخرين.

إذا أتيته وهو غاضب من الجدول الدراسي، أو لأي أمر من الأمور يعقد حاجبيه ويستقبلك بكلمة «مستحيل» التي تجمع بين الدهشة والغضب،

ويمثل دور من يحاول المساعدة، ويفهمك بأنه سيحل الإشكال ولو كلفه الأمر عرض الموضوع على سعادة العميد، ويكتشف صاحب الحاجة لاحقا أن السيد «مستحيل» هو سبب المشكلة!

***

تذكرت أستاذنا الذي ارتبطت به كلمة «مستحيل» وارتبط بها في عقل كل من عرفه وتعامل معه، عندما كنت أستمع لأحد الأطباء عن واقع فيروس «كارونا» في المملكة، بعد وفاة 81 شخصاً وإصابة 281 شخصاً، ويقول لي «لا داعي للقلق»!

مستحيل! كيف لا نقلق والفايروس موجود ومتفاعل وما زال يفتك بنا، نعم بلغة الطب ومنظمة الصحة العالمية، ربما يبقى مجرد فايروس له اسم طبي ينتمي الى عائلة الفايروسات التاجية، وقياس هذه الظواهر والأمراض أو الحالات التي نطلق عليها نحن العامة «أوبئة» يجب ألا يكون مجرداً من الحس الاجتماعي والانساني، ولغة التخاطب مع المجتمع يجب أن تكون متحررة من القيود العلمية الطبية الصارمة، فالفايروس في نظر المجتمع «كارثة» و»وباء» و»مصيبة» خصوصاً عندما يرون أحباءهم يسقطون إما في غرف المستشفيات أو في المقابر.

هنا أسجل تحية لمعالي أخي الكبير الذي تعلمت منه الكثير بصدقه ووطنيته الدكتور عبدالله الربيعة، وأقول له قدمت الكثير، ولم تفشل، بل حاولت كثيراً أن تغير شيئاً في الوزارة العجوز.

***

مستحيل!!! أرسلها لسمو رئيس هيئة الطيران ولمعالي نائبه الخلوق.. مدير صالة كبار الشخصيات في مطار الملك خالد الدولي غير سعودي! أجنبي يدير هذه الصالة المهمة، ولا أعرف كيف يتم السماح لصاحب امتياز تشغيل هذه الصالات أن يعين أجانب خصوصاً في وظيفة مدير التي يجب أن تخضع لمعايير اختيار دقيقة، ومدير هذه القاعة يعرف ضيوف الدولة الكبار الذين يمرون من خلال هذه القاعة، ويعرف تحركات كبار مسؤولي الدولة العسكريين والمدنيين والأمراء والسلك الديبلوماسي، وأعتقد أن هناك سعوديين أكفاء يستطيعون شغل هذه المواقع، ويجب برأيي أن يواجه هذا الأمر بحزم.

عن قرب:

يقول عمر أبو ريشة بروعة حرفه:

يشهد الله ما انتقدك إلا

طمعاً أن أراك فوق انتقادي