ذكرى البيعة .. والإنجازات المنتظرة

طوال السنوات التسع التي مضت من تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وفي جميع الخطابات الملكية كان يتحدث - حفظه الله - في كل مرة عن خدمة المواطن وتوفير العيش الكريم له. وكل الشعب السعودي يعرف ومتيقن من صدق كل كلمة يقولها المليك. وحينما قال الأمير متعب بن عبدالله إن كل سعودي هو أحب للملك من نفسه إنما هو يذكر حقيقة نعرفها ونشعر بها ونلمسها من خلال عفوية خادم الحرمين الشريفين حينما يخاطب شعبه.

** وقد تكون ذكرى البيعة من المناسبات التي تتجلى فيها مشاعر الحب والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة، لكنها في الوقت نفسه مناسبات يمكن أن نقيس خلالها مدى قدرة الأجهزة التنفيذية والخدمية - على وجه الخصوص - على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين، ومدى قدرة تلك الجهات على تحقيق تطلعاته - يحفظه الله. كثيرة هي القضايا التي كان حلها ومعالجتها الجذرية بتوجيهات من المليك مباشرة بعد أن حارت لسنوات في أروقة بعض الجهات التي عجزت عن حلها، وإن كان في هذا دليل على أن المليك قريب من كل القضايا، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالمواطنين، إلا أن في ذلك أيضاً مؤشراً على أن بعض الجهات غير قادرة على البت وحل بعض القضايا؛ ما يجعل المواطن يرفع مناشدات إلى المليك الذي اعتدنا منه دوماً القرب والانحياز إلى كل ما فيه صالح المواطن.

** كلنا نذكر كلماته - يحفظه الله - مع إقرار كل ميزانية، وكيف ينبه ويشدد على الوزراء بتنفيذ كل المشاريع، ولكن مع مرور السنوات وتعثر المشاريع، سواء على مستوى الإسكان أو التعليم والصحة، أو توفير معالجة البطالة، يتضح أن عدداً كبيراً من الأجهزة التنفيذية الحكومية عاجزة عن مواكبة تلك التطلعات والتوجيهات، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة ليس أقلها ترهل بعض القطاعات إدارياً وبطء وتيرة التجديد في شرايين القيادات المتوسطة والعليا في تلك الجهات، التي لم تستطع مواكبة هذا التزايد والتنوع في كل قنوات التنمية.

** أعتقد أن هذا العهد الزاهر تنموياً واقتصادياً كان يحتاج إلى تجديد في كثير من المراكز القيادية في الوزارات والهيئات الخدمية، وضخ دماء شابة متحمسة قادرة على تحقيق تلك التطلعات الملكية، التي صاحبها ضخ ميزانيات تاريخية سخرت لكل ما فيه خدمة المواطن، وهذا ما يجعلنا نقول إن تغيير القيادات سيعين على تطوير الإجراءات والأنظمة بما يترجم تلك الأرقام المليارية إلى منتج على الأرض.