Saturday 26/04/2014 Issue 15185 السبت 26 جمادى الآخرة 1435 العدد

القرار الملكي الحكيم باختيار سمو الأمير مقرن ولياً لولي العهد يعني الاستقرار والاستمرار وسلامة سفينة الوطن

كعادته أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه رجل المرحلة وحكيمها، انبأت عن هذا العقل النير قراراته الصائبة حفظه الله، التي أراد بها مصلحة البلاد والعباد، وإن هذا القرار باختيار سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز لهذا المنصب هو امتداد لمنهج الملك عبدالله تحديداً ومنهج بيت الحكم السعودي في تقديم مصلحة الحكم وتقديم مصلحة الدولة على أي اعتبار آخر.

بيان الديوان الملكي

أعلن الديوان الملكي السعودي يوم الخميس 26 جمادى الأولى 1435هـ - 27 مارس 2014م، عن مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، مع بقائه على منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وقال الديوان في بيان له: يُبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد، وأضاف البيان: ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوّه عنهما في هذا البند.

نص البيان:

نحن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود

ملك المملكة العربية السعودية

عملاً بتعاليم الشريعة الإسلامية فيما تقضي به من وجوب الاعتصام بحبل الله والتعاون على هداه، والحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية، لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر على الخير، وانطلاقاً من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها، وضماناً - بعون الله تعالى - لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد، وما فيه الخير لشعبها الوفي.

وبعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ - 90 وتاريخ 27 - 8 - 1412هـ.

وبعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة الصادر بالأمر الملكي رقم أ - 135 وتاريخ 26 - 9 - 1427هـ .

وبعد الاطلاع على اللائحة التنفيذية لنظام هيئة البيعة الصادرة بالأمر الملكي رقم أ - 164 وتاريخ 26 - 9 - 1428هـ.

وبعد الاطلاع على محضر هيئة البيعة رقم 1 - هـ ب وتاريخ 26 - 5 - 1435هـ المبني على الوثيقة رقم 19155 وتاريخ 19 - 5 - 1435هـ التي نصت على رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد بأن يبدي أعضاء هيئة البيعة رأيهم حيال اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، وتأييد ذلك بأغلبية كبيرة من أعضاء هيئة البيعة تجاوزت الثلاثة أرباع.

وبناءً على ما ورد في البند (ثالثاً) من الأمر الملكي رقم أ - 135 وتاريخ 26 - 9 - 1427هـ.

وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة.

أمرنا بما هو آت:

أولاً: اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، مع استمرار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

ثانياً: يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.

ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند.

ثالثاً: يعد اختيارنا وتأييد ورغبة أخينا صاحب السمو الملكي ولي عهدنا لأخينا صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وتأييد وموافقة هيئة البيعة على ذلك نافذاً اعتباراً من صدور هذا الأمر، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعديله، أو تبديله، بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل، لما جاء في الوثيقة الموقعة منا ومن أخينا سمو ولي العهد رقم 19155 وتاريخ 19 - 5 - 1435هـ وما جاء في محضر هيئة البيعة رقم 1 - هـ ب وتاريخ 26 - 5 - 1435هـ المؤيد لاختيارنا واختيار سمو ولي العهد لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بأغلبية كبيرة تجاوزت ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعة.

رابعاً: دون إخلال بما نصت عليه البنود (أولاً وثانياً وثالثاً) من هذا الأمر، للملك - مستقبلاً - في حال رغبته اختيار ولي لولي العهد أن يعرض من يرشحه لذلك على أعضاء هيئة البيعة، ويصدر أمر ملكي باختياره بعد موافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة.

خامساً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه. عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.

سموه يشكر خادم الحرمين وولي العهد

إثر ذلك رفع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، برقية شكرٍ لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أوردت (واس) نصها: «سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يسعدني ويشرفني بمناسبة صدور أمركم الكريم - حفظكم الله - القاضي باختياري ولياً لولي العهد، أن أرفع لمقامكم الكريم أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان على ما أوليتموني إياه من ثقةٍ كبيرة، سائلاً المولى - جلت قدرته - أن أكون عند حُسن ظن مقامكم الكريم، وأن يعينني على حمل هذه الأمانة ويوفقني لخدمة ديني ثم مليكي ووطني، مستمداً العون ومستلهماً التوفيق من المولى - عزّ وجلّ - ثم ما أحظى به من توجيهاتٍ سديدةٍ من لدن مقامكم الكريم - رعاكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

كما رفع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، برقية شكرٍ لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - فيما يلي نصها:

«سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله ورعاه - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يسعدني ويشرفني بمناسبة صدور أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - القاضي باختياري ولياً لولي العهد، أن أرفع لسموكم الكريم - حفظكم الله - بالغ شكري وتقديري على هذه الثقة الغالية، متمنياً أن أكون عند حُسن ظن سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسموكم الكريم - حفظكم الله - وأن يوفقني لخدمة ديني ثم مليكي ووطني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

الأمير مقرن في سطور

والأمير مقرن من مواليد عام 1945 وتقلد العديد من المناصب آخرها منصب مستشار ومبعوث خاص للملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وشغل منصب رئيس الاستخبارات العامة في 22 أكتوبر 2005. وظل يتولى هذا المنصب حتى 19 يوليو 2012، كما سبق له أن عين أميراً لمنطقة حائل في 18 مارس 1980، وظل بهذا المنصب حتى 29 نوفمبر 1999، ثم عُين أميراً لمنطقة المدينة المنورة.

وكان تلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه عام 1964 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وأكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة، وتخرج فيها عام 1968، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980.

الأمير مقرن ـ سيرة ذاتية

وقد أوردت الجزيرة أونلاين هذه النبذة: ولد الأمير مقرن بن عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1364هـ - 1945م، ونشأ في رعاية والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- محباً للعلم والشجاعة والفروسية، وتلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه التحق بالقوات الجوية السعودية عام 1384هـ - 1964م، ثم تابع دراساته في بريطانيا، وتخرج منها عام 1388هـ - 1968م برتبة ملازم طيار.

في عام 1389هـ - 1969م حصل على دورات متقدمة في التدريب على الطائرات المقاتلة في قاعدة الظهران الجوية، وعمل في السرب الثاني للطيران للفترة من عام 1390 - 1970م إلى عام 1393هـ - 1973م.

في عام 1393هـ - 1973م انتظم في دورة مدربين في بريطانيا ثم التحق عام 1974 - 1394هـ بدورة أركان حرب في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة الدبلوم (المعادلة للماجستير) وفي عام 1397هـ 1977م عيّن مساعداً لمدير العمليات الجوية ورئيس قسم الخطط والعمليات في القوات الجوية الملكية السعودية.

في 2-5-1400هـ - 1980 صدر الأمر الملكي السامي بتعيينه أميراً لمنطقة حائل حيث أمضى فيها 20 عاماً، شهدت خلالها المنطقة مزيداً من التطور والتقدم في مجالات الحياة العمرانية والثقافية والزراعية، وكان فيها مثالاً للإخلاص والنزاهة، والتجرد من المظاهر، والحرص على لقاء المواطنين ومتابعة أمورهم المعيشية والرسمية، ورأس فيها عدداً من المجالس والجمعيات.

في 16-8-1420هـ - 2000م صدر الأمر الملكي السامي رقم أ-205، بتعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة خلفاً لشقيقه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله.

في 19-9-1426هـ - 2005م عيّن رئيساً للاستخبارات العامة خلفاً للأمير نواف بن عبدالعزيز وظل يتولى المنصب حتى 29 شعبان 1433هـ الموافق 19 يوليو 2012م عندما عين مستشاراً للملك ومبعوثاً خاصاً له.

في 20-3-1434هـ - 2013م صدر أمر ملكي بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

في 26 -5-1435هـ - 2014م صدر أمر ملكي بتعيينه ولياً لولي العهد.

المفتي يبارك الاختيار

وقد بارك المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قرار تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولياً لولي العهد، إضافة إلى منصبه كنائب ثانٍ لرئيس مجلس الوزراء؛ مشيراً إلى أن هذا القرار فيه بإذن الله تعالى من الخير والمصلحة التي ارتآها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- لحفظ البلاد.

ونقلت (واس) عن سماحته قوله بهذه المناسبة: «إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- يسعيان دائماً لمصلحة الأمة وتحقيق الخير والنماء لهذه البلاد الطاهرة، وفق قاعدة ثابتة تنبثق مخرجاتها مما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وندعو الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناتهما ويجزيهما كل الخير على عملهما المخلص لوجه الله تعالى».

وأكد أن ما ورد في القرار الملكي من دعوة لمبايعة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد في حال خلوّ ولاية العهد، ومبايعته ملكاً للبلاد في حال خلوّ منصبيْ الملك وولي العهد في وقت واحد، يؤكد اهتمام ولاة الأمر باستقرار البلاد، وصوْن المجتمع السعودي المحافظ من أي أمور قد تؤثر عليه في حاضره ومستقبله.

ودعا سماحة المفتي، الله عز وجل أن يوفق سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز للخير والصلاح، وأن يسدد الله تعالى خُطاه فيكون النجاح دائماً حليفه، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه.

كبار العلماء يثمنون القرار

ورحبت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، بالأمر الملكي القاضي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولياً لولي العهد، مع استمرار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ونقلت (واس) عن الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، قوله: «إن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد، برغبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ومن سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتأييد هذه الرغبة من أغلبية أعضاء هيئة البيعة، يؤكد ما تأسست عليه هذه البلاد المملكة العربية السعودية من الاعتصام بحبل الله جميعاً، وتحكيم الشريعة الإسلامية الغراء وصناعة القرار في مناخ من التفاهم والتعاون والشورى، انطلاقًا من الأحكام الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية».

وأضاف «الماجد»: «أن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، إذ ترحب بهذا القرار الحكيم، لتسأل الله تعالى، العون والتوفيق لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، وأن يكون خير معين - بعد الله تعالى -لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين.. إنه ولي ذلك والقادر عليه».

إمام الحرم يشيد بالقرار

كما ثمّن إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرّمة، عضو هيئة كِبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، الأمر الملكي القاضي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولياً لولي العهد، مع استمرار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

ونقلت (سبق) عن فضيلته قوله في ختام خطبة الجمعة التي تلت يوم صدور القرار في المسجد الحرام بمكة المكرّمة: «إن من التحدث بنعم الله ومما يسر أهل هذه البلاد، بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ويسر قاصديهما من الحجاج والعمار والزوار وعموم أهل الإسلام ما تنعم به هذه البلاد، ولله الحمد، من أمنٍ وأمانٍ وإيمانٍ، هذه الدولة المباركة القائمة على شرع الله، المعتصمة بحبل الله المتين، الحريصة على حفظ هذا الكيان الكبير في رفع راية الشرع ووحدة الوطن ولحمة المجتمع، كيف وقد وهبها الله ولي أمر، أدام الله عزه وحفظه؛ وهبه حكمة وبُعد نظر وحُسن إدارةٍ وتدبيرٍ وتخطيطٍ حاضراً ومستقبلاً خدمةً لدين الله، وقياماً على مصالح الأمة بلاداً وعباداً».

وأضاف «ابن حميد»: «لقد حرص - أيّده الله - على كل ما يعزّز استقرار الدولة واستمرار مسيرتها، مسيرة متزنة بإجراءات شرعية ونظامية ودستورية، أُسِّست من الاعتماد على شرع الله، ثم مصلحة الوطن ووحدة الأمة في أسلوب سلس وروح مؤتلفة؛ يجسّد ذلك شعبٌ وفيٌّ وأسرة مالكة كريمة وهيئة بيعة دستورية؛ ما يزيد مؤسسة الحكم رسوخاً وقوة وفاعلية وتفاعلية ويرسخ البلاد وحدة وثباتاً، وفي ضوء هذه المقاصد والغايات والآليات جاء الاختيار الكريم لولي ولي العهد - أعانه الله وسدّده - وكتب الخير على يديه لما فيه صلاح العباد والبلاد، فهو أهلٌ لهذه الثقة والمسؤولية».