Sunday 27/04/2014 Issue 15186 الأحد 27 جمادى الآخرة 1435 العدد
27-04-2014

القادم أهم يا زعيم

** لم يكن التأهل الهلالي لدور الستة عشر من دوري أبطال آسيا مفروشاً بالورود، فما بالنا وهو يتصدر المجموعة وفي الرمق الأخير من المعترك التنافسي الشرس.

** فكما يعلم الجميع أن مجموعته هي المجموعة الأقوى بين باقي المجموعات التي تتفاوت نسب القوة فيها بين المتوسط فما دون.

** والدليل الفارق النقطي بين قمة وقاع ترتيب مجموعة الهلال سواء أثناء سير التنافسات بين الفرق المتبارية، أو بعد انتهاء آخر جولة.. فالفريق الذي كان يتصدر المجموعة إلى ما قبل الجولة الأخيرة، خرج هو والوصيف من المسابقة، في حين تصدرها الذي كان يحتل المركز الثالث، يرافقه لدور الستة عشر الفريق الذي كان يقبع في المركز الأخير.. كدليل على التقارب النقطي وعلى القوة والتكافؤ بين أطراف المجموعة الحديدية.

** هذا التأهل للزعيم يأتي - بلا شك - كمتنفس لعشاقه الكثر الذين لم يعتادوا على خروج زعيمهم خالي الوفاض من أي مغنم موسمي محلي، أو أكثر من مغنم، كإرث متوارث عبر الأجيال، وهو ما يضع مسيري النادي - إدارياً وفنياً وعناصرياً - أمام مسؤوليات بحجم الزعيم، وبحجم تطلعات عشاقه الذين قالوا كلمتهم يوم الثلاثاء.

** عليهم أن يدركوا يقيناً بأن مهر المضي قدماً في مشوارهم الآسيوي، هو توفير مستلزمات الرحلة.. فالتأهل لدور الستة عشر لم يكن في أي يوم من الأيام هو الطموح الذي تتوقف عنده الهمم الهلالية، بدليل الحضور المنجزاتي والبطولي الهلالي الآسيوي الفريد.

** بالتوفيق - إن شاء الله - للزعيم وباقي أندية الوطن في معتركاتها الآسيوية.

أولمبي غير؟!

** تابعت (الزعيم الأولمبي) منذ انطلاقة الدوري بالكثير من التركيز بعد أن شدّني وأبهرني بدءاً من مباراة الشعلة الأولى إلى بالمباراة التي حسم من خلالها مسألة تحقيق اللقب أمام شقيقه الأهلي.

** هذا الفريق الممتلئ بذلاً وعطاءً، المكتنز مهارياً وفكرياً.. هو ما جعل الكثير من عشاق الزعيم أكثر غبطة، ليس ابتهاجاً بتحقيق المنجز فحسب، إذ لا جديد في عالم الزعيم البطولي، وإنما غبطة بوجود هذا الكم من النجوم الواعدة التي تبشر بمستقبل مشرق ومطمئن للزعيم.

** غير أن الخوف، كل الخوف، هو ألاّ يستفيد الكيان من خدمات معظم هذه المواهب مستقبلاً وفقاً لبعض التقييمات الخاطئة.

** شكراً للجهاز الإداري المشرف على هذا الفريق الرائع، شكراً للجهاز الفني البارع الذي صقل هذه المواهب وقدمها للكيان في أجمل وأبهى صورة.

ماذا بقي لنا من جماليات الكرة؟!

** يقيني أن كرة القدم وتنافساتها إنما ترتكز أهميتها وأغراضها أساساً على كونها رياضة مفيدة وجميلة ومحببة سواء لمن يمارسها أو لمن يتابعها.

** غير أن التحولات الهائلة التي باتت تحكم التعاطي معها اليوم، قد أفسدتها، وحولت مسارها صوب متاهات أخرى أبعد ما تكون عن أهدافها الأساسية، وتوظيفها لخدمة أغراض تختلف في معطياتها ونواميسها وأعرافها عن ما تقتضيه نواميس وأعراف ومعطيات كرة القدم في جوهرها ومفاهيمها ومرتكزاتها الأخلاقية والتنافسية التي بنيت عليها؟!.

** هذا الصخب الدائر عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا التنافس المحتدم في نيل البعض من قيم البعض الآخر.. هذا التراشق البغيض، وهذا التنابز الأبغض.. وهذا السباب والشتائم.. ما هي أسبابها ودواعيها.. سوى أن العربة قد خرجت عن مسارها الطبيعي؟!.

** يرددون: لقد أضحت الكرة (صناعة) لتبرير إخراجها عن سياقها، وأقول: نعم لقد أضحت صناعة ولكن في مجتمعات تتقن وتجيد فن الصناعة بشكل عام.. أما عندنا فقد أضحت (تجارة) يتعاطاها كل من هب ودب، والدليل المُنتَج؟!.

غشيّان آخر زمان؟!

** ثمة من الناس من يمنحهم الله موهبة فذة ما، في مجال ما، لكنهم بطريقة أو بأخرى يدمرون تلك الموهبة.. ففي هذا الجانب، وفي عالم كرة القدم مثلاً، وفي محيطنا المحلي، لا بد أن نتذكر كلا من ( فهد الغشيان وعبد الله الجمعان وخالد عزيز) تحديداً.. الذي يعنيني اليوم هو الغشيان.

** لم استمع إلى حواره السابق للعربية الذي قيل إن الغشيان (...) في الدقيق من خلال ذلك اللقاء، لكنني استمعت إلى حواره الأخير لروتانا، وتعجبت أيما تعجب.. إذ كان يمكن للغشيان بموهبته الربانية، أن يكون أحد أساطير كرة القدم، ليس على المستوى المحلي فحسب، وكان يمكن أن يكون الآن مرجعاً يشار له بالبنان تتسابق وسائل الإعلام على الظفر ولو بالقدر اليسير من وقته الثمين، ولكن !!.

** أكثر ما أدهشني في حوار (الغفلة) هو تكرار محاولته إكساب مشروع انتقاله للفريق النصراوي صفة مغايرة تماماً للواقع.. فالذي نعرفه أن اللاعب عندما ينتقل من فريق إلى آخر، إنما لكي يضيف للفريق المنتقل إليه، أو أن يضيف له ذلك الفريق شيئاً يفتقده في فريقه السابق.. وهنا يأتي السؤال:

** ماذا قدم الغشيان للنصر، وماذا قدم النصر للغشيان على خلفية تلك التجربة لكي يتغنى بها، على الرغم من أنها تُعد إحدى أكثر التجارب الانتقالية فشلاً!!.

** المحزن حقيقة هو أنه بدلاً من أن يكون صاحب موهبة فذة مثل الغشيان أنموذجاً للبروز والنجاح والخلود في ذاكرة التاريخ، يتحول إلى النقيض تماماً، لا، ومن زود (التميلح) يرمي بأسباب فشله على الآخرين؟!!.

المعنى:

القدح من روس (النشاما) رجالة

والقدح من راس الزلابة مهانة

كلٍ عطاه الله خصايص مجاله

الحُر يرقى.. والزلابه مكانه

مقالات أخرى للكاتب