Wednesday 30/04/2014 Issue 15189 الاربعاء 01 رجب 1435 العدد
30-04-2014

مؤتمر الألوان

كنا نظن أن الألوان التي نستخدمها في طلاء المنازل هي مجرد تراكيب بسيطة لا نهتم كثيراً بمكوناتها واستخداماتها. رغم أن استخدام الألوان هو أمر قديم منذ عصور سحيقة. ومن خلال التجربة الشخصية نعرف تطور الألوان في المنازل من الأبيض البسيط إلى الأخضر الفاقع وما كانت تحتوي عليه هذه الألوان من روائح نعايشها في منازلنا فترة طويلة.

وكانت الألوان تميز واجهات المنازل، وقد تكون إلى اليوم و يكون اختيارها لعامل جذب أو مباهاة أحياناً أو إظهار مستوى اجتماعي معين.

ولكن منذ أيام أصبت مثل غيري بدهشة، وأنا أقرأ إعلانات عن مؤتمر للدهانات والألوان عقد مؤخراً في جدة، وعلى مدى ثلاثة أيام واستعرضت الأسماء والجهات فإذا بي أمام حملة دكتوراه بعضهم يعمل في جامعات أو شركات كبيرة من أماكن مختلفة في العالم فهناك من أتى من النرويج وألمانيا وهولندا، وهناك من جاء من كندا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ومن دول عربية؛ مثل الأردن وفلسطين والإمارات, كل يحاضر في موضوع يتعلق بالدهان والألوان.

واسترعى انتباهي كمتخصصة في التاريخ أن هناك موضوعات بتاريخ الدهانات والألوان (كيفية استخدام الألوان وخلطها وتطبيقها في المنطقة الجنوبية في المملكة تاريخياً), ومنها ما هو معاصر يدخل في باب دراسات الدهانات والألوان، ومن جهة نظر تكنولوجية وطبية وهندسية (تطبيقات تقنية النانو في الدهانات) و(دهانات الطرق المسؤولة بيئياً) و(هل اللون الأبيض هو أفضل صديق للبيئة؟) و(محتوى الفورمالدهيد في الدهانات المائية).

السؤال هنا:

لماذا لم يعطَ المتابع فرصة للاطلاع على ما جرى داخل المؤتمر للتعرف على جديته وفوائده إذا كانت هناك فوائد منه. فمؤتمر مميز في موضوعاته كهذا وإن كنا لا نعرف محتواه, كان يحتاج إلى متابعة إعلامية تبث ثقافة نحن بحاجة إليها وقد ندرك مدى حاجتنا إليها, وقد نعرف مدى حاجتنا إلى ثقافة الألوان عندما ندخل بعض المنازل, أو عندما نشهد واجهات بعض العمائر الكبيرة أو الدور الصغيرة.

إن الألوان لها تأثير نفسي, وإنها تستخدم بدقة وعناية في المستشفيات، وإنها تمثل دوراً رئيساً في العمران الحديث فاللون لا يستخدم إلا وفق معايير واحتياجات وانعكاسات.

إن مؤتمراً كهذا هو نمط من ثقافة جديدة، وبالتالي كان بحاجة إلى ما ينقل هذه الثقافة إلى المشاهد ليعرف مدى جدية وجدوى مثل هذا المؤتمر.

مقالات أخرى للكاتب