Friday 02/05/2014 Issue 15191 الجمعة 03 رجب 1435 العدد

بعد نجاح معرض مساجد تشد لها الرحال

ليان تقدم معرضاً بعنوان (تذوق الفن بحواسك الخمس) للعالمي إسماعيل آجار

كتبت - د.مها السنان:

تحت عنوان (تذوق الفن بحواسك الخمس) أقامت مؤسسة ليان للثقافة معرضا في مدينة الرياض للفنان التركي المسلم العالمي (إسماعيل آجار)، الذي يأتي بعد معرض (مساجد تشد إليها الرحال) الذي طاف عددا من العواصم الإسلامية، واعتمد كما هو واضح من اسمه على رسالة المؤسسة في إبراز الحضارة العربية والإسلامية بمفهومها الشامل من خلال نشاطات فنية.

يأتي معرض (تذوق الفن بحواسك الخمس) للفنان (إسماعيل آجار)، أيضاً محققا هدفا آخر يرمي إلى رفع الذائقة الفنية لدى المجتمع وتوفير فرص احتكاك للفنانين المحليين، وذلك باستضافة معرض وتجربة عالمية ناجحة في العاصمة الرياض، ويكاد تكون النماذج التي اشتمل عليها المعرض تختزل المفاهيم الإسلامية فكريا وفق إطار فني كلاسيكي، يتناسب مع النقلة التي نشهدها محليا من الانتقال من الأسلوب التقليدي إلى المعاصر في ممارسة الفنون البصرية.

والفنان (إسماعيل آجار) فنان تركي الجنسية، عرضت أعماله ولا تزال تعرض في أكثر من ستين معرضا منفردا وما يزيد على أربعين معرضا مشتركا. وفي عام 2004 منح إسماعيل آجار جائزة «الفنان الأكثر نجاحا في تركيا». ونظرا لمشاركته فيما يزيد على مائتي معرض فردي وجماعي حتى اليوم فإن أعمال إسماعيل آجار تُعرض في المتاحف والمجموعات الخاصة وصالات العرض في جميع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك وجميع دول شبه الجزيرة العربية وروسيا ومولدافيا وأوكرانيا وجميع الجمهوريات التركية والصين وتايوان وكوريا واليابان. ويعد إسماعيل آجار أحد مؤسسي اتحاد «سليد» التركي في 2008 وأمينا لمؤسسة «متطوعون من أجل التعليم» في تركيا. وما زال يمارس عمله بالرسم حتى الآن من مدينة إسطنبول التي كانت عاصمة لثلاث إمبراطوريات تاريخية.

له حضور عالمي وسمة متميزة في تقديم أعماله الفنية بأسلوب يمزج بين تصوير تشكيلي كلاسيكي وإطار معاصر وفق أبعاد فكرية إسلامية. ويهدف آجار من خلال معرض « تذوق الفن بحواسك الخمس - فن إسلامي معاصر لإسماعيل آجار» إلى تقديم عرض فريد من نوعه حيث يخاطب جميع الحواس؛ اللمس والتذوق والشم والسمع بدلا من الاقتصار على البصر، بهدف الوصول إلى مقاربة بين الحقائق والإدراك في الفنون البصرية المعاصرة، والبحث عن تجارب جديدة ومختلفة، كما تسعى منهجية العرض، التي تراعي ذوي الإعاقة البصرية، إلى أن تلقي الضوء على معاني مستقاة من الفكر الإسلامي مثل القوة والحب والبركة والنقاء والجمال لتعيد إحيائها وفق عمل فني معاصر تتذوقه بحواسك الخمس، وذلك من خلال خمس غرف موزعة حسب اللون والقيمة المستقاة من الإسلام من أجل أن يغوص الزوار في الأجواء المحيطة ويستخدموا أكبر عدد ممكن من الخبرات الحسية. ويتميز المعرض بقدرته على أن يأسر لب الزوار الذين يمكنهم تذوق اللوحات المعروضة باستخدام حواسهم الخمس والرمزية اللونية من خلال قاعات المعرض حسب ترتيبها كما يلي:

الحب (القاعة الحمراء)

يعد الأحمر اللون الأكثر دفئا بين جميع الألوان ويعرض للمشاهد الإحساس البدني بالحركة والنشاط والشباب والحيوية، والقطع الفنية المعروضة في تلك القاعة تقدم عناصر تمتزج بالحياة وترمز إلى البهاء والوضوح والعاطفة، حيث يرتبط اللون الأحمر بحواس التذوق والشم واللمس.

الجمال (القاعة الزرقاء)

في القاعة الزرقاء يكمن الجمال، فالأزرق بدرجاته التي تتراوح بين الفيروزي والأزرق الكحلي يعبر عن السماء والبحر والطبيعة والحرية والسلام. ويبعث اللون الأزرق في النفس شعورا بالراحة كما يرمز إلى العالم بأكمله من خلال تشكيلات مصنوعة بالخزف القادم من مدينة إزنيك، تلك التشكيلات التي تُمثل ذروة الفن الإسلامي التركي والتعبير عن الحكمة والإيمان.

) القوة (القاعة السوداء) تثير القاعة السوداء في الذهن مسحة من القوة والنبل تجسد ملامح القوة، حيث يزيد اللون الأسود من حالة الغموض التي تحيط بالمكان، وبهذا المعنى تؤكد السيوف والأقواس والسهام من مقتنيات شخصيات إسلامية نبيلة تتميز بالتفرد بمعاني القوة والنبل سواء في شكلها أو لونها.

البركة (القاعة الصفراء)

يزيد اللون الأصفر من النشاط الذهني والعقلي ويمنح الناس مشاعر الشجاعة والبهجة والحماس. لذا فإن الأصفر يمثل لون النور والبهجة والإنتاج والخصوبة. وفيما يختص بالحكمة والمعرفة، يمثل الأصفر رمز العمل والجهد والطاعة وكذلك عنصر المكافأة المترتب على تلك القيم. وتسلط القاعة الصفراء الضوء على مشاعر الاحترام والولاء والإخلاص والود إلى جانب فكرة الوفرة والنماء.

النقاء (القاعة البيضاء)

اللون الأبيض هو رمز النقاء والطهارة، كما أنه يمثل البساطة. ويرمز اللون الأبيض كذلك إلى الهدوء والبراءة والاستقرار والاستمرار، كما يمنح شعورا براحة البال والثقة إلى جانب أنه يعزز من قوة التفكير. ترمز القاعة البيضاء إلى مكان للاسترخاء يفيض بمعاني الطيبة والنقاء والبراءة. زيارة المعرض متاحة للجميع، وهذا هو شعار مؤسسة ليان أيضاً يتميز بكونه لا يعتمد على حاسة البصر فقط لدى الملتقي كي يعيش معه التجربة الفنية، بل يصل لجميع الحواس الخمس، تاركا المجال للحاسة السادسة في تقبل أو تذوق أعمال إسماعيل آجار تحت مفهوم الفن الإسلامي المعاصر. يذكر أن المعرض افتتح برعاية سمو الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة اللجنة الوطنية لمكافحة العمى (لمع) وذلك في قاعة الفن النقي يوم الأحد 20 جمادى الاخرة 1435هـ الموافق 20 أبريل 2014 وبحضور عدد غفير من المهتمين بالمشهد الفني ومتذوقي الفنون، بل وعدد من المكفوفين الذين حضر البعض منهم من جدة عن طريق جمعية إبصار، حيث خصص جزءا من ريع المعرض للجهات والجمعيات الخيرية المعنية بمكافحة العمى ورعاية المكفوفين وعلى رأسهم (لمع) و(كفيف) و(إبصار).

وبعد انقطاع عدد من السنوات عن تنظيم المعارض الفنية، أعود في هذا المعرض وبتكليف من مؤسسة ليان للثقافة وإشراف عام من قبل سمو الأميرة عادلة بنت عبد الله نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة ليان للثقافة، في العمل مع فريق من المتخصصات في إدارة ورعاية وتصميم المعارض، منهم سمو الأميرة أضواء بنت يزيد ومؤسسة الفن النقي بقاعتها المتميزة على المستوى الإقليمي في العرض المتحفي التي أسهمت أيضاً في تنظيم ورشة مصاحبة للفنان مع عدد من المكفوفين وطالبات كليات الفنون ، كما تميز العرض بلمسات المصممة العالمية رشا الهوشان، وحررت وادارت المطبوعات والتذكارات السيدة غادة الطبيشي كي لا يخرج زائر المعرض خالي اليدين بل ليخرج هذا العمل ضمن هذا الفريق بتفرد نوعي يضاف للتفرد الفني في مضمونه ورسالته، لتقدم من خلاله مؤسسة ليان نموذج للمعارض العالمية التي نحتاج لتكرارها مرارا في ظل التحولات الفنية والثقافية الحالية.

أخيرا زيارة المعرض تمتد إلى الاثنين 6 رجب الموافق 5 مايو وأنصح بها لكل متذوق ومحب للفنون، فحتما ستكون تجربة مختلفة تماما عن المعارض الفنية المعتادة.