Friday 02/05/2014 Issue 15191 الجمعة 03 رجب 1435 العدد
02-05-2014

إلى أين ستقود انتخابات العراق؟

بانتظار إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت يوم الأربعاء الماضي، يضع العراقيون ومحبو العراق أيديهم على قلوبهم من أن تقود هذه النتائج إلى حرب أهلية تقضي على البقية الباقية من الدولة العراقية.

العارفون بالشأن العراقي يرون أن فوز كتلة نوري المالكي «دولة القانون» وتجاوزها الثمانين مقعداً سيفرض رئيسها نوري المالكي رئيساً للحكومة العراقية للمرة الثالثة، ومعنى هذا استمرار سياسة الإقصاء وتهميش العرب السنة والأكراد معاً، وهو ما سيرفضه كلا المكونين، وقد يترتب على ذلك اضطرابات تتجاوز ساحات الاعتصام التي شهدتها المحافظات الغربية والشمالية، وستنضم إليها محافظات إقليم كردستان التي لن تكون بحاجة إلى اعتصامات وإضرابات، بل يكفي إصدار قرار بالتوجه إلى إجراء استفتاء تقرير مصير للمنطقة الكردية، ليصبح انفصال الأكراد واقعاً عملياً بعد أن كان ملفاً بغطاء فدرالية الأقاليم، أما المحافظات السنية الأنبار، نينوى، ديالى، صلاح الدين، كركوك، فسوف تخوض حرباً دموية تكرس الانقسام الطائفي، وقد تمتد المعارك إلى أجزاء كبيرة من بغداد خاصة في مناطق الشمال والغرب، والمحمودية وأبوغريب، والدورة والتاجي وسامراء وحتى محافظة الحلة «بابل» التي يتواجد في شمالها العديد من أهل السنة.

التخوف من حرب أهلية ضروس تعززها حسابات تشكيل الحكومة العراقية القادمة، فالنتائج الأولية للانتخابات تشير إلى تقارب في نتائج قوائم المالكي وإياد علاوي والنجيفي والصدر والحكيم، وستكون المقدمة حسب التسلسل الذي أوردناه مع احتفاظ التحالف الكردستاني بقوته ككتلة مرجحة، ويعتقد المتابعون لهذه الانتخابات أن المقاعد التي سيحصل عليها المالكي ستكون مقاربة إلى ما سيحصل عليه النجيفي وعلاوي والتي لا تتجاوز المئة مقعد وقد لا تصل إلى 80 مقعداً، كما أن التحالف الشيعي إذا ما خضع لضغوط إيران لن يستطيع أن يجمع 167 مقعداً باعتبار أن الصدريين لن تتجاوز مقاعدهم 40 مقعداً وكتلة المواطن «الحكيم» 20 مقعداً، وبما أن المالكي قد يحصل على 80 فإن الحصيلة ستكون 140 مقعداً أو أكثر قليلاً، وبهذا يكون من يسعى لتشكيل الحكومة بحاجة إلى دعم إحدى الكتل الثلاث الكبيرة الأخرى، التحالف الكردي أو كتلة علاوي، أو النجيفي وهو ما سيعيد أسلوب المحاصصة الطائفية والعرقية، أو يشعل مقايضات وتفاهمات تكون فيها الرشى السياسية هي المسيرة للعملية السياسية التي ستواجه تهديداً جديداً باندلاع حرب أهلية لا يوقفها إلا تقسيم العراق.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب