Friday 02/05/2014 Issue 15191 الجمعة 03 رجب 1435 العدد

(الجزيرة) تتجول في جامعة الملك سعود بمناسبة مرور 57 عاماً على إنشائها وتلتقي بقياداتها - الجزء الخامس

وكالة الجامعة لتطوير الأعمال .. تهدف إلى تطوير تنمية الموارد الذاتية وتعزيز الاستثمارات الجامعية

الجزيرة - المحليات:

لم يكن إنشاء وكالة الجامعة لتطوير الأعمال إلا دليلاً على الإدراك المبكر لأهمية التطوير وضرورة مواكبة الجامعة لمستجدات العصر في مجالات التعليم والتدريب والاستشارات والاستثمار الأكثر تطورًا، إذ تهدف الوكالة إلى تطوير الموارد الذاتية للجامعة، وتعزيز الاستثمارات الجامعية، والمساهمة في توفير مصدر دخل مستدام يسهم في دعم العملية التعليمية والبحثية وبرامج الخدمة المجتمعية، عن طريق الاستفادة من الطاقات البشرية والموارد المتوافرة، واكتشاف وتنمية الفرص الاستثمارية المختلفة في كافة القطاعات الممكنة.

في هذا التقرير نلقي مزيدًا من الضوء على أنشطة الوكالة:

الريادة العالمية

تتمحور رؤية الجامعة حول «تحقيق ريادة عالمية وتميز في بناء مجتمع المعرفة»، ولتحقيق هذه الرؤية تنطلق الجامعة من تسعة أهداف إستراتيجية تسعى إلى تحقيقها من خلال وحداتها المختلفة، ووكالة الجامعة لتطوير الأعمال تدعم الهدف الاستراتيجي السابع بصورة مباشرة والمتمثل في تحقيق «مستقبل مستدام» وما يتضمنه من مبادرات هذا فضلاً عن المساهمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تحقيق مجموعة من الأهداف والمبادرات الإستراتيجية التي تشتمل عليها الخطة الإستراتيجية للجامعة، ومنها: المبادرة رقم «4-3» المتمثلة في استحداث «أكاديمية للمعلمين» والمبادرة رقم «5-3» المتمثلة في استحداث «مكتب للعلاقات المجتمعية».

إدارة استثمارات في التعليم والتدريب:

تتميز الجامعة بأنها مؤسسة أكاديمية؛ تقدم خدمة التعليم والبحث، لذا من البديهي أن تولي الوكالة أهمية كبيرة لقطاعي التعليم والتدريب مدفوع الثمن؛ ولا يمكن للوكالة أن تغفل الدور المهم لهذين القطاعين في تعزيز الموارد الذاتية للجامعة، وخصوصاً في ظل وجود طاقات بشرية عالية التأهيل والخبرة يتعين استثمارها وتوجيهها بما يحقق رؤية الوكالة والجامعة عموماً، والوكالة لديها خطط لإدارة برامج التعليم والتدريب المدفوعة، بل قطعت الوكالة شوطاً طويلاً في وضع الأطر التنظيمية للبرامج والمبادرات والمشروعات التعليمية والتدريبية مدفوعة الثمن، وسيلمس الجميع ثمارها قريباً - بإذن الله تعالى-.

المركز التربوي لتطوير التعليم

نبعت فكرة إنشاء مركز تربوي متخصص في التدريب من التفاهمات بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم، حيث عُقدت اجتماعات عدة بين ممثلين عن الجامعة وممثلين عن وزارة التربية والتعليم للبحث في إنشاء مركز يتبنى برامج التطوير المهني في المجال التربوي يقوم بتنفيذها بحرفية عالية، وقد تمخضت هذه الاجتماعات عن إنشاء هذا المركز الذي يهدف إلى: تقديم برامج التأهيل والتدريب التربوي المستمر، تزويد المعلمين والمعلمات والقيادات التربوية بالمعرفة والخبرة المهنية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، تقديم الاستشارات التربوية في مجال التدريب التربوي، إجراء البحوث والدراسات التربوية في مجال التدريب التربوي، تفعيل الشراكة بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم؛ وغيرها من الأهداف التي لا يتسع المجال لذكرها، ومن المنتظر أنّ يقدم المركز حزمة متنوعة من الحلول والبرامج والتدريب والتعليم المستمر في المجالات التربوية المختلفة، وسيمثل المركز بيت خبرة في المجالات التربوية لكافة طالبي الخدمة في القطاعين العام والخاص سواء على صعيد التدريب أو البحث أو الاستشارات وغيرها.

الاستثمار في قطاع النشر العلمي

يشكل الاستثمار في قطاع النشر العلمي تحدياً أمام الوكالة، وهو من القطاعات الاستثمارية المهمة عالميا،ً حيث شكلت إيرادات جامعة كامبريدج الناتجة عن النشر العلمي ما نسبته 18% من مجموع الدخل الوارد للجامعة وفقاً لتقريرها المالي للعام 2011م، وضمن هذا الإطار استكملت الوكالة الإجراءات النهائية لتطوير قطاع النشر العلمي في الجامعة، من ناحية أخرى تعمل الوكالة حالياً على دراسة التشغيل التجاري لمطابع الجامعة.

خدمات استشارية مدفوعة الثمن

تشكل الاستشارات والبحوث مصدراً مهماً للدخل، وتشرف وكالة الجامعة لتطوير الأعمال على بيت الخبرة الرئيسي الذي ينفذ الاستشارات والدراسات للجهات الطالبة، والمتمثل في « معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية»، وتسعى الوكالة حالياً لمساندة ودعم الدور الذي يقوم به المعهد في مجال تقديم الخدمات الاستشارية، ولدى الوكالة خطط أيضاً للتعاون مع كليات الجامعة، ومراكز البحوث، ومراكز التميز في مجال تقديم خدمة الاستشارات والخدمات البحثية.

آليات تحقيق الأهداف

تختلف وكالة الجامعة لتطوير الأعمال عن غيرها من وكالات الجامعة كونها وكالة يغلب عليها طابع العمل التجاري، لذا فهي تسعى إلى تنمية الموارد الذاتية والمالية للجامعة من خلال الكشف عن مراكز الربحية في الجامعة واستثمارها استثماراً أمثل، وتضمينها في خطة العمل للوكالة، وهي تستعين - في سبيل تحقيق ذلك- بمجموعة من الخبراء والمستشارين المحليين من داخل الجامعة وخارجها، وتتعاون مع كليات ومعاهد ووحدات الجامعة في تحقيق هذا الأمر، كما تسعى الوكالة إلى تحقيق أكبر مشاركة ممكنة لمنسوبي الجامعة.

مكتب العلاقات المجتمعية

يقوم مكتب العلاقات المجتمعية بدور تنسيقي وتوثيقي لجهود الجامعة في مجال خدمة المجتمع، حيث يقوم بتوثيق جهود الكليات والوحدات الأخرى في الجامعة من خلال النماذج التي أعدها لهذا الغرض، والموجودة على الموقع الإلكتروني للمكتب، كما يقوم المكتب بتوفير بيانات وإحصاءات أكثر دقة حول خدمة المجتمع في الجامعة، وذلك بتحقيق الوصول المباشر إلى أعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة في مجال الخدمة المجتمعية، وذلك من خلال نموذج التسجيل الذي يتيح لعضو هيئة التدريس تسجيل الخدمة المجتمعية التي يرغب القيام بها والخدمات التي يقدمها مباشرة، ويسعى المكتب حالياً إلي وضع معايير محددة لقياس الخدمة المجتمعية في الجامعة، وذلك بالتنسيق مع عمادة تطوير الجودة.

ويخطط المكتب حالياً لتنفيذ برنامج الزيارات الداخلية للكليات والذي سيتم من خلاله توضيح نسب الخدمة المجتمعية وطريقة التسجيل فيها، وتنفيذ برنامج الزيارات الخارجية للتعرف على ما يريده المجتمع من الجامعة، إضافة إلى التعاون مع القطاع الخاص لتنفيذ برامج مجتمعية،وتحويل برامج الخدمة المجتمعية، لعضو هيئة التدريس ألى نقاط والسعي لربطها بالترقيات بالتعاون مع وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، وتنفيذ برنامج التوعية الإعلامية، والمتمثل في الورش التعريفية بالخدمة المجتمعية، وتنفيذ ورش عمل داخلية وخارجية حول معوقات وفوائد الخدمة المجتمعية، وأخيراً العمل على تحديد منسق معروف في كل كلية للتواصل مع المكتب.

مركز القيادات التنفيذية والإدارية

تعكف الوكالة حالياً على استكمال الإجراءات التأسيسية لمركز تنمية القيلدات التنفيذية والإدارية على ضوء التصور الذي أعدته الوكالة بهذا الخصوص، حيث تم التواصل مع عدد من المراكز الدولية في هذا المجال من أجل بناء شراكة معها، وتمت دراسة مدى الحاجة لتأسيس مركز لتنمية القيادات التنفيذية في المملكة العربية السعودية على ضوء الحاجة الماسة له، وتلاقت جهود وتوجيهات الوكالة مع ما تم من نقاشات في الاجتماع الذي عقد مع الهيئة الاستشارية للشؤون الاقتصادية بالمجلس الاقتصادي الأعلى، حيث تم التأكيد على أهمية وجود مركز مستقل يُعنى بإعداد وتنمية القيادات التنفيذية، وأنّ جامعة الملك سعود بخبرتها ومكانتها يفُترض أن تتبنى مثل هذا المشروع الذي يتماشى مع رؤية الجامعة وتوجهاتها الاستراتيجية.

الخطط المستقبلية

سيتم التركيز على الفرص الاستثمارية النوعية لتحقيق ميزة تنافسية للجامعـة في هذا المجال، وعلى استقطاب الكفاءات المتميزة في هذا المجال، أما على صعيد الوحدات التي تتبع الوكالة من كليات ومعاهد، فالوكالة حالياً تعكف على تنفيذ عملية هيكلة؛ نطمح من خلالها إلى تحقيق مزيد من الكفاءة والفعالية في المجالات المختلفة، الاستثمارية، والإدارية، والوكالة ستسعى إلى تنفيذ المزيد من البرامج التي تسهم في تحقيق دخل مستدام للجامعة.