Friday 02/05/2014 Issue 15191 الجمعة 03 رجب 1435 العدد
02-05-2014

لماذا لا نبتهج؟

فاصلة:

((الفهم: التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها))

- حكمة عربية -

كوّن التراث العربي في ذهنيتنا فكرة خاطئة عن البهجة وساندته بعض النصوص الدينية التي تنشر دون فهم عميق للمغزى منها، وللزميل خالد الغنامي مقال جميل عن «الفرح والضحك في القرآن الكريم» نشر في جريدة الشرق في 18-8-2012م يقول فيه (ولو أننا تتبعنا كل آيات الفرح في القرآن سنلاحظ آية تمثل حالة توسط وتقييد وتوضيح وهي آية {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (75 سورة غافر)، فهذه الآية قد أوضحت أن الفرح المذموم هو ما يكون بغير الحق مثل فرح الكفار بإلحاق الضرر بالمؤمنين، مما يعني أن الفرح بالحق يكون محموداً، وهذا واضح في مثل {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ} (4 سورة الروم)، {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58 سورة يونس)، {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} (170 سورة آل عمران) وهذه الآية الأخيرة احتوت شيئاً جديداً، ألا وهو الأمر بالفرح «فليفرحوا»).

ومع أن ديننا يدعو إلى البهجة والفرح إلا أننا لم نعد نمارسه بالشكل الذي يمنحنا البهجة كمولد للطاقة الإيجابية، وكأننا نسينا الفرح الحقيقي وصار عبارة عن مظاهر احتفال في الزواج مثلا لكنه لم يعد يمنحنا طاقة المتعة، بل صار يستنزف طاقاتنا لإرضاء الناس.

البهجة التي ضيعناها تكمن في عيشنا لأيام حياتنا واستخدام حواسنا لعيش اللحظات بدلا من وجودنا الغريب في حياتنا التي لم نعد نسترجع لحظاتنا التي عشناها لأننا لم نعشها بتفاصيلها، حتى لو كان المشهد فرحا نجدنا متوترين قلقين؛ إما خوفاً من الغد أو استغراقاً في الأمس.

استحضروا فقط مشاعركم ليوم واحد تجدوا أننا لا نعيش حاضرنا نحن إما نجتّر الماضي ونندم على ما فيه أو نقفز إلى المستقبل ونخافه.

ماذا عن الحاضر؟

ماذا عن وعينا بذواتنا، أفكارنا ومشاعرنا؟

إن قررت أن تبتهج فأنصحك أن تتعرف على فكر د. صلاح الراشد في فهم عوائق البهجة، وفي الأدوات التي من خلالها نعيش البهجة.

حواسنا الخمس: لماذا لا نستعملها؟.

ماذا عن اللمس: هل نلمس من نحب كثيراً أطفالنا أحبابنا؟

ماذا عن الشم: هل نعطي لأنفسنا فرصة اقتناء الروائح التي تعطينا البهجة وليس الروائح المشهورة عالمياً؟

ماذا عن التذوق: كيف نتعامل مع هذه الحاسة؟ هل نتمتع ونحن نأكل ونشرب أم أننا فقط نؤدي ذلك مختلطاً بمشاعر الخوف من السمنة أو المرض مثلاً.

أولى أبجديات البهجة أن نستمتع بحواسنا ولا نقتصر على استخدام حاستي البصر والسمع؛ ففي باقي الحواس نِعَم لا ندركها.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب