Tuesday 06/05/2014 Issue 15195 الثلاثاء 07 رجب 1435 العدد
06-05-2014

أهدينا لهم الخير وأهدوا لنا التدمير

لم يعرف كثيراً من أبناء العرب أن أوروبا عندما جاءت إلى العالم العربي لم تأت حاملة مشعلاً من مشاعل عصر الأنوار أو رداً للجميل الذي أسداه العرب لأسلافهم.. بل جاؤوا كمستعمرين عملوا بكل ما يملكون من منجزات التقدم الاقتصادي والعلمي والتقني والعسكري على

تدمير آفاق التقدم في العالم العربي وزرعوا في نفوس العرب الحقد والكراهية ونشروا الجريمة وممارسة العنف مما جعل كثيراً من الحكومات غير قادرة على استئصال هذا الشر.. كل هذا حدث فعلاً وجاء رداً على ما قام به العرب والذين تعلمت منهم اوروبا معظم المكتشفات العلميه التي افادت البشرية.

فعلموا الغرب استعمال الصفر وجعلوا الجبر علماً متقناً وتقدموا به ووضعوا أسس علم الهندسة التحليلية وأوجدوا المثلثات المستوية والكروية كما أنهم عملوا في الفلك أرصاداً عديدة ولم يقتصر وأعلى ذلك فقد علموا الغرب علوم الطب وحفظوا للغرب كثيراً من كتب الإغريق التي ضاعت أصولها.

نعم وبكل فخر فقد ارتفع العرب بالحياة العقلية والدراسة العلميه إلى المقام الأسمى، في وقتٍ كان الغرب تناضل شعوبه نضالاً مستميتاً للانعتاق من أحابيل البربرية وأغلالها.. فهل يستحق أولئك الأخيار من العرب كل هذا الحقد وكل هذا الدمار من قبل الغرب؟.

حفظنا لهم تاريخهم وآدابهم وتراثهم وأحرقوا تراثنا وحطموا طموحاتنا ووجهوا لنا كل الوسائل التي تساهم في ترسيخ الرذيلة ومحاربة الفضيلة.. ألم يتذكر هؤلاء عطف ورحمة نبي الرحمه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأوامره لأمته بوجوب حماية أهل الذمة؟.

ألم يتذكر هؤلاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي قال وهو على فراش الموت: أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً وأن يوف لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم؟.. ألم يتذكر هؤلاء الاتفاق الذي جرى بين عيثويابه وبين العرب والذي ينص على احتفاظهم بعاداتهم وممارسة شعائرهم، وألا يحملوا قسراً على الحرب من أجل العرب؟.

لقد أهدينا لهم الخير والعلم والمعرفة والعدل والمساواة؛ وأهدوا لنا القتل والتدمير والاحتلال والاستعمار!.. ومما يؤسف له أن بعض العرب ممن لم يطلعوا على تفاصيل التاريخ يعتقد أن للغرب دوراً مؤثراً وضرورياً في تخلصهم من ضعفهم والطريق إلى نجاتهم..!!.

مقالات أخرى للكاتب