Friday 09/05/2014 Issue 15198 الجمعة 10 رجب 1435 العدد
09-05-2014

رئيس جديد للبنان من صنع اللبنانيين

على رغم اقتراب موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والتي لم يتبق منها سوى أسبوعين ويومين، يصر الرئيس سليمان على الالتزام بـ25 مايو / أيار الحالي، ولا يقبل بالتمديد للبقاء في القصر الرئاسي كسلفه إميل لحود، ولكن على الرغم من الفشل في ثلاث جولات في انتخاب رئيس جديد للبنان إلا أن هناك من يؤكد بأن اختيار الرئيس سيتم قبل الخطوة الأخيرة من السقوط في الهاوية، إذ إن الفرقاء الذين يريدون فرض رئيس بعينه يمارسون سياسة حافة الهاوية حتى آخر خطوة للتفاهم على صيغة ترضي هؤلاء الفرقاء.

هذه المرة يكاد يتحقق إجماع بأن يكون الرئيس نابعاً من خيارات اللبنانيين، وأن يكون حسب ما يتداول في الأوساط الإعلامية وحتى السياسية (رئيساً مصنوعاً في لبنان).

ولكن ماركة (صنع في لبنان) كيف ستكون والتأثيرات الإقليمية والدولية واضحة والكتل السياسية والنيابية والأحزاب جميعها مرتبطة بصورة أو بأخرى بالخارج؟!.

يعود اللبنانيون والذين يتحدثون عن رجحان كفة الرئيس الذي يحمل صفة (صنع في لبنان) إلى تركيبة الحكومة اللبنانية التي تحقق الآن إنجازات لا تخطر على بال أحد، سواء في المجال الأمني أو السياسي أو الإداري، ويشيرون إلى أن تشكيل الحكومة أخذ وقتاً طويلاً وكسر الرقم القياسي الزمني في تأخيره، ومع ذلك توافقت الكتل النيابية والفرقاء السياسيون والطائفيون وشكلوا حكومة تعد أفضل الحكومات التي يشهدها لبنان في ظروف جداً صعبة وحرجة.

إذن تجربة تشكيل الحكومة اللبنانية ونجاحها في أداء مهامها وإنجازاتها -وبخاصة في فرض الأمن وإعلان التعيينات في المناصب الشاغرة من الدرجة الأولى والتوافق الذي تسير به أعمالها- يشجع على تكرار التجربة في اختيار رئيس توافقي يرضي الجميع حتى وإن لم يحقق كل طموحاتهم. كما أن القوى الإقليمية والدولية قد أعلنت بأنها لن تتدخل ولن تفرض رئيساً بعينه، وهو ما أكدته واشنطن وباريس والرياض، مع أن دمشق وطهران لم تعلنا بوضوح النأي وعدم التدخل في اختيار الرئيس القادم للبنان، إلا أن أوضاع كلا البلدين لا تسمح بطرح خيار لهما وإن كانا عبر حلفائهما يستطيعان عرقلة انتخاب رئيس يعارض مصالحهما.

وهكذا فإن مواصفات الرئيس القادم هو أن يكون:

1 - صناعة لبنانية خالصة، ومعنى هذا ألا يكون مقدماً من جهة إقليمية أو دولية.

2 - ألا يكون رئيس تحدٍّ أو رئيساً مدعوماً من طرف معين ومحارباً من طرف آخر، ومعنى هذا ألا يكون رئيساً صدامياً، أو لا يكون مقاطعاً من كتلة أو طرف آخر.

3 - أن يكون رئيساً توافقياً، يتوافق عليه الجميع.

هذه الشروط أو المواصفات التي تحدث عنها تقريباً جميع رؤساء الكتل السياسية هي ما سيجمع عليها اللبنانيون، والتي تبعد كل الأسماء المتداولة الآن والإتيان برئيس يحمل المواصفات التي أوردناها وهو ما يعمل اللبنانيون على الاتفاق عليه قبل 25 مايو الحالي.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب