Friday 09/05/2014 Issue 15198 الجمعة 10 رجب 1435 العدد

حملة ضد المرزوقي جراء إعلانه الصلح مع الإرهابيين

تونس: جلسة مساءلة بالمجلس التأسيسي لوزيرين بحكومة المهدي جمعة

تونس - فرح التومي - الجزيرة:

تتجه الأنظار اليوم إلى المجلس التأسيسي حيث تنعقد جلسة عامة لمساءلة وزيرة السياحة والوزير المكلف بالأمن العمومي على خلفية سماحهما بدخول حوالي 60 إسرائيلياً البلاد بجوازات سفر إسرائيلية للمشاركة في احتفالات حج الغريبة بالجنوب التونسي. وكان قسم كبير من نواب التأسيسي قد اعتبر دخول 60 سائحاً إسرائيليا إلى تونس تطبيعاً مع الكيان الصهوني وعلى أثره تم جمع توقيعات لعريضة مساءلة الوزيرين سرعان ما تطورت بعد حصولها على 81 إمضاء لتصبح لائحة سحب ثقة.

ويذكر أن سحب الثقة من أي وزير لا يتم إلا بتوفر بـ131 صوتاً .. وكان رجل الأعمال التونسي اليهودي روني الطرابلسي شدد على أن السياح الإسرائيليين يأتون إلى تونس كل سنة وهذا أمر ليس بجديد، مشيراً إلى أن الوقت الذي أثير فيه هذا الموضوع غير مناسب خاصة مع اقتراب موعد حج الغريبة وهو ما من شأنه أن يشوه صورة تونس في الخارج ويهدد القطاع السياحي لأن موسم الحج في الغريبة يبرز الوجه الإيجابي لتونس البلد الوحيد الذي تتعايش فيه جميع الديانات السماوية بسلام.

ويبدو أن جلسة مساءلة وزيرين من الطاقم الحكومي للمهدي جمعة فتحت الباب على مصراعية للقراءات النقدية اللاذعة لأداء الحكومة الجديدة بعد مرور 100 يوم على تسلمها السلطة، حيث أوضح بعض الملاحظين بأن حكومة جمعة لم تأخذ الطريق الصحيح، وذلك من خلال تقييم كل عملية اقتراض تقوم بها، وترهن من خلالها البلاد في عملية معالجة الدّين بالدّين، والاقتراض بمزيد الاقتراض، والخطأ بالخطأ.. وتساءل عدد من المحللين السياسيين عن السر وراء العزوف الغربي عن مساعدة تونس، بالطريقة التي تحفظ بها تونس استقلالها وكرامة شعبها مستنكرين انتظار مساعدات من دول هي نفسها غارقة في مشاكل البطالة، مثل فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وشككوا في جدوى الشراكة الإستراتيجية ومؤتمر أصدقاء تونس، اللذين اقترحا تباعاً من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. خلفت مبادرة الصلح مع الإرهابيين التي أطلقها الأربعاء الرئيس المنصف المرزوقي من أعلى جبل الشعانبي بالمنطقة العسكرية المغلقة بأعالي جبل الشعانبي من محافظة القصرين الجنوبية، استهجان الطبقة السياسية واستنكار الرأي العام الذين رأوا فيها استهتاراً بهيبة الدولة واستخفافاً بدماء الشهداء الذين سقطوا ضحايا نيران الجماعات المسلحة، التي وعد المرزوقي بالصفح عنها.

فالقيادي في حركة نداء تونس الأزهلر العرمي لم يتردد في القول معلقا على المبادرة الرئاسية: "إنها شطحة من شطحات المرزوقي التي لا تختلف عن تصريحاته السابقة فهي ليست مستغربة منه ولا بالغريبة عن تركيبة شخصيته.. لذلك لا يمكن أخذها على محمل الجد". ووافقه الرأي عبد الناصر العويني القيادي بالجبهة الشعبية حين قال: "المرزوقي لا يتمتع بصلاحيات كثيرة لذلك فهو يتعسف في استعمال صلاحياته القليلة على حساب الإجماع الوطني.

فهؤلاء الذين ينوي المرزوقي الصفح عنهم ليسوا مجرد مقترفي جرائم فردية بسيطة، بل هم مورطون في ارتكاب جرائم إرهابية جماعية وخطيرة ومركبة.. لذلك فكلام الرئيس المؤقت مردود عليه وينم عن قصور نظر في التعاطي مع قضايا الإرهاب."

موضوعات أخرى