Friday 09/05/2014 Issue 15198 الجمعة 10 رجب 1435 العدد
09-05-2014

اليمن بوابة العبور إلى بلادنا

في مؤتمره الصحفي الأخير، أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية «اللواء منصور التركي» إلى إن (هناك من يسعى إلى إحداث فوضى في السعودية والنيل من الأمن والاستقرار، و(القاعدة) من أكثر الجهات الساعية لهذا الأمر، وتَوجُّه (القاعدة) إلى اليمن غايته أن يبقى قريبا من الحدود السعودية).. أي أن اليمن هو بوابة مرور إلى المملكة فيما بعد لذلك يتخذون منه مقراً لهم. معنى ذلك أن تتبع القاعدة وعناصرها في اليمن يهمنا في الدرجة الأولى، ولا يهم فقط الأشقاء في اليمن وحدهم.

المشكلة أن الوجود الإخواني في اليمن في منتهى القوة والنفوذ والسيطرة، حتى في أوساط القبائل، ونحن نعلم يقيناً ارتباط جماعة الإخوان بالإرهاب والمنظمات الإرهابية، فما جرى ويجري في مصر، والعمليات الإرهابية التي أعقبت سقوط رئيس جماعة الإخوان، قطعت الشك باليقين، وأثبتت أن هؤلاء وهؤلاء ينتمون في النهاية إلى تنظيم متأسلم سياسي واحد، إضافة إلى أن بعض المنتمين أو المناصرين لجماعة الإخوان في المملكة - دعاة ومنهم داعيات - ساندوا وناصروا ووقفوا مع الإرهابيين المعتقلين، ومنهم الإرهابية السعودية التي كانت معتقلة «أروى بغدادي» علناً وعلى رؤوس الأشهاد، وزعموا أنها مُوقفةٌ ظلماً، وما إن أفرج عنها، حتى شدت رحالها، لتلتحق بتنظيم القاعدة في اليمن، وهناك صرحت عن موقفها المناوئ للسلطات في المملكة جهراً في تغريدة لها في موقع (تويتر) على الإنترنت.

والغبي هو فقط من يظن أن المناصرين لجماعة الإخوان لا علاقة لهم بالقاعدة والإرهاب؛ فأغلب كوادر هذه الجماعة في بلادنا، وبرقاتهم من السروريين، هم من كبار المحرضين على الجهاد في سوريا، ويعلنون موقفهم هذا جهراً ولا يتخفون، ولقاءاتهم التلفزيونية وخطبهم و مقولاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت محفوظة، وتؤكد ما أقول.

بل أن إحدهم - يشغل منصباً دينياً رفيعاً للأسف - سخر من «الشيخ صالح الفوزان» - وفقه الله - عندما حذر الشباب من القتال في سوريا، وأن ما يجري فيها فتنة؛ نعم إلى هذه الدرجة وصل بهم الاستهتار والتحدي.

الآن اتضح أن منظمة (دولة العراق والشام الإسلامية - داعش) هي التي وراء الخلية المكتشفة والمقبوض على أميرها وأفرادها كما جاء في بيان الداخلية يوم الثلاثاء الماضي.

والسؤال الذي يطرحه السياق : من هم الذين غرروا بالشباب السعوديين، وحرضوهم، وجعلوهم يسافرون إلى سوريا بهدف (الجهاد)، ليلتحقوا بداعش وجبهة النصرة ويتدربوا هناك، ثم يعودوا لينسفوا أمننا واستقرارنا؟

أليسوا هم دعاة الجهاد المتعاطفين - على الأقل - مع جماعة الإخوان؟ القضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فليس دعاة الجهاد هؤلاء يجهلون أن (شبابنا المقاتل) في سوريا سيعودون إلينا يوماً ما ، مثلما عادت كوادر القاعدة من جهاد أفغانستان، لتبدأ حينها مأساتنا مع الإرهاب.

أعرف أن بعض إخواننا من الملتزمين، وليس الحركيين، بسطاء وسذج، ويحسنون الظن ببعض هؤلاء الدعاة الإخونجية؛ إلا أن ما يقلقنا أن تمتد وتتسع رقعة هذه السذاجة، لتصبح رؤية منتشرة وملتبسة، فنتعامل مع الجزء الظاهر من النبتة فوق الأرض ونترك الجذور.

وللمرة الألف أقولها، ويقولها كل من راقب العمليات والمؤامرات الإرهابية، إذا لم نواجه الجذور الفكرية والتجنيدية، و محاضن هؤلاء الحركيين الثقافية جميعهم بلا استثناء، حتى من يظهرون التسامح والتفتح مراوغة ورياء وتدليساً، بقوة وجرأة وحزم، مباشرة ودون مواربة، فلن تكون هذه الخلية الخطرة هي الأخيرة، بل ستعقبها خلايا وخلايا، وكل ما نخشاه ونخاف منه (ألا تسلم الجرة في كل مرة)!

بقي أن أقول: من الملفت للنظر، وفي الوقت ذاته يؤكد أن ما يسمى (الجهاد) في سوريا مجرد ذريعة للتدريب على المعركة الأهم في بلادنا، أن المملكة تدعم وتساند الجيش الحر بكل قوة المناهض لنظام الأسد، غير أن الهدف ليس نظام الأسد، وإنما وطننا، ونسف استقراره، كما هو خطاب الحركيين المتأسلمين.

إلى اللقاء

مقالات أخرى للكاتب