Friday 09/05/2014 Issue 15198 الجمعة 10 رجب 1435 العدد
09-05-2014

الليث بطل .. انتهى الدرس!!

«الضربات القوية تهشم الزجاج.. لكنها تصقل الحديد»

فشل في معركة آسيا أول الموسم.. لكنه لم يسقط..

توالت الضربات برحيل مدربه.. فحاول الوقوف بالمساعد فلم يقوى..

عاجلته صافرة مرعي.. فخرت حظوظه صريعة بالدوري..

انتشوا الخصوم.. وناموا على وثير ليث مريض يكاد عليه يغمى..

وأصبح الحديث عن زئيره مدعاة للضحك والسخرية من الحمقى..

لم يلتفت الرئيس لمثل هؤلاء..ولملم الربان من الفريق ما تبقى..

واستعان بالسويح لعله يعيد (العمار) للفريق بعد أن كاد يهوى!

***

امان مسيروه أن «الفشل ليس بالسقوط بل البقاء حيث سقط»

فتحول الفريق إلى خلية نحل..

تعمل ليل نهار.. بلا كلل أو كسل..

حاول أن يسير بالدوري ولو على خجل..

وجعل ما تبقى من المباريات أشبه بمعسكر لبطل..

ووضع نصب عينه الهدف بعد أجل..

فسار ببطء.. لكنه لم يسر للخلف أبداً..

كان يواصل التخطيط والعمل..

***

ولأن الحياة كما وصفها أحد الفلاسفة كلعبة الشطرنج..

النظرة البعيدة هي التي تكسب..

لم يلتفت الفريق لما قيل بعد قرعة كأس الملك بمن سينتصر؟

فترشيحات النقاد تناثرت بين هلال ونصر..

ولم تبق له من حظ أو تذر..

ولربما من سوء حظ الإعلاميين أو من نظروا لليث بشزر

أن ذات الفريقين أصبحا في طريقه حجر عثر..

***

التقى النصر وكان مالئ الدنيا وشاغل البشر..

فأسقاه بتسديدة معاذ ومهارة خليلي الكأس الأمر..

ومضى للجار الآخر الذي ينتظر..

كان الهلال يمني نفسه أن يكون بتلك الليلة البدر..

لكن كعبية رافينها عجلت بخسوف القمر..

ليمضي الليث بطريقه غير آبهٍ بمن تجاهله قبل شهر..

***

كانت خطوة ما قبل الكأس مع فريق جريح..

فالاتفاق يئن من وقع ما أصابه من جراح..

لذلك لم تكن المعركة كما يتصورها البعض سهلة

بل كانت تحتاج من الليوث كل ما يملكوه من سلاح..

تقدم الاتفاق بهدفين وظن الجميع أنه قد استراح..

لكن روح الشباب وعزيمته جلبت تعادل مريح..

ليحول الشباب حظوظ المنافس للسراب في الإياب..

ويصل لنهائي الحلم بعد أن ظن الجميع أنه غاب..

وليختم الرئيس الجولة بتصريح رداً على ما رآه تجريح..

***

فبعد أن ضاق ذرعاً قدح الرئيس.. وللمراسل صدح

قالها بتحدٍ.. وبثقة تحدث عن نفسه وصرح:

«إذن.. سجل برأس الصفحة الأولى

أنا لا أكره الناس.. أنا لا أسطو على أحد..

ولكني إذا (ظلمت).. لن أسكت عن ظالمي

حذار.. حذار.. من ظلمي.. ومن غضبي»

***

تلقف إعلام اللا حقيقة.. التصريح بسوء نية..

وفسروه كيفما هي نواياهم بالعنصرية..

خرج صاحب التصريح ليوضح الحقيقة..

لكن هناك من لا يريد سماعها في الصحف والبرامج التلفازية..

ولأن الكذبة أي كذبة إن كررت بما يكفي قد تصبح حقيقة..

وجدنا الانضباط تهرول خلف التصريح وصاحبه بلا أدنى مسئولية..

تركت صاحب الفعل واستثنته.. وضربت بردة الفعل بكل عنترية..

***

لم يكن القانون كما قيل كالموت لا يستثني أحد.. بل كان أعور القرار..

ولأن الإملاءات استمرت صدر البيان الذي أضرم المزيد من النار..

قبل النهائي بيومين تم محاصرة الرئيس حتى لا يكاد يتنفس والهدف الانهيار..

لكن الانضباط نسيت أو تناست أنها إن كانت ريح فقد لاقت إعصار..

وإن كان هناك من يبحث عن فتات انتصار.. فهناك من لا يعرف الانكسار..

***

لملم القائد معنويات لاعبيه.. وحمل أفكارهم بعيداً عن هذا الجدال..

لم يكن يريد منهم فقط سوى التركيز.. والاستعداد للنزال..

قالها بصوت عال.. قبل القتال:

« إني أبحث عن أناس يحبون الفوز.. أو أناس يكرهون الهزيمة «

لا حل وسط.. أما أن تكون البطولة لكم.. أو أنتم الأبطال..

لم يكن هنالك أدنى تفكير بغير الانتصار.. هكذا كان الأمر بلا جدال..

أخرج القائد المحنك من لاعبيه أي تفكير بلجنة أو بيان أو حتى مقال..

***

يوم الخميس.. المشهد مهيب.. ملك للشعب حبيب.. وملعب عجيب..

فريق طوعت له الظروف ليبدع.. فلا لجنة ضده ولا جدولة..

وآخر حورب بالإرهاق الآسيوي وزادت لجنة الانضباط الطين بلة..

كان كل شيء يوحي أن الكأس لن تغادر جدة تلك الليلة..

بدأ مناصرو الأهلي ينصبون خيام الفرح قبل الحفلة..

لكن.. هيهات.. هيهات.. فالليث لم يقل بعد كلمته المجلجلة..

والليث عندما يتكلم فهو يزأر.. إن كنت تجهله !

***

اللاعبون بمنتصف الملعب.. لتنطلق صافرة المجري..

دقائق فقط.. ليدب الحماس بالليوث ويسري..

ركلة جزاء وهدف للتاريخ.. الكل يحتفل الكل يجري..

وقبل أن يفيق المنافس من الصدمة وهول ما يجري..

هدف ثان.. والتوقيع بقدم المهند عسيري..

شوط أول.. فريق بالملعب والآخر نام بدري..

ليكون الشوط الثاني أشبه بتمرين لليوث..

وليردد لاعبوه بعد الهدف الثالث:

هذه ليلتي.. هذه حفلتي.. وهذا مسرحي..

***

هو هكذا الشباب.. يطبق هذه المقولة باقتدار:

«كن مختلفاً.. فالعالم لم يعد بحاجة لمزيد من النسخ»

كان مختلفاً بكل شيء.. بدءاً بمشواره الصعب بالكأس..

مروراً بما واجه من قرارات حتى تسرب للبعض اليأس..

وصولاً للقاء الختامي وما قدمه بالملعب من فن وحماس..

وانتهاءً بمصافحة مليك أحبه الشعب وأحب شعبه بلا قياس..

لتكون ليلة مختلفة.. باذخة المظهر.. متوجة بالذهب والماس..

ليضحك كثيراً.. من يضحك أخيراً.. ولينتهي الدرس!!

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب