Sunday 11/05/2014 Issue 15200 الأحد 12 رجب 1435 العدد
11-05-2014

الشباب .. وهوس القتال

أحدث خبر وجود مواطنين فرنسيين ضمن مرتكبي عملية اختطاف الصحفيين في سوريا صدمة كبيرة عند الشعب الفرنسي وأوروبا عامة، وسبّب ذلك حالة من الذعر لدى الرأي العام الفرنسي!.. وهو ما جعل الحكومة تمنع مواطنيها من الالتحاق بالجماعات المتطرفة بمواطن القتال.

ويساور الدول الأوروبية القلق لوجود مئات من مواطنيهم يقاتلون حالياً في صفوف المعارضة المسلحة في سوريا، وإمكانية انضمامهم لتنظيم القاعدة أو داعش أو لجماعات متطرفة وخضوعهم للتدريب، وبالتالي يعودون لاحقاً إلى بلدانهم لشنّ هجمات إرهابية فيها.

وكان موقف دول الاتحاد الأوروبي جاداً، حيث طالب وزراء داخليته مزودي خدمات الإنترنت بحجب مواقع تُستخدم لتجنيد شباب للقتال في سوريا، وعقدوا مؤتمراً لمناقشة سبل منع السفر إلى سوريا بهدف القتال، بعد أن ذهب أكثر من 500 شاب فرنسي إلى هناك.

والحق أن تخوف الاتحاد الأوروبي من عودة المقاتلين الشباب من سوريا منطقي وواقعي إذا استحضرنا الهجمات الإرهابية على بلادنا، فجميع الهجمات التي وقعت في المملكة كانت على أيدي شباب سعوديين عائدين من مواقع القتال في أفغانستان، كانوا قد تدربوا على يد القاعدة، وما زال كثيرٌ منهم مطلوباً للحكومة ويُشكّلون خطراً على بلادنا، وإن لم تنتبه جميع الدول لذلك فستكون مهددة بهجمات مماثلة.

وفي خضم هذه الأحداث يبرز سؤال يتطلب الإجابة عليه، وهو: لماذا يتلهف الشباب على القتال في مواقع النزاع؟ هل هو بسبب معاناتهم من مشاعر الإحباط؟ أو البطالة؟ أو السعي لتحقيق العدالة المزعومة؟ أو الثأر لمذهب دون آخر؟ أو البحث عن مغنم دنيوي أو مركز سياسي؟ أو للفت الانتباه؟ أو أن هناك معاناة نفسية لم تعالجها حكوماتهم أو مجتمعاتهم أو أسرهم؟

وإن كانت الدول تسعى لمنع شبابها من الانضمام للمقاتلين، خوفاً عليهم من القتل هناك أو عودتهم بأفكار إرهابية؛ فلا بد من البحث عن بديل مناسب يملأ وقت فراغهم ويشعرهم بكينونتهم.

إن مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعتها يتطلب الجهد والمال والوقت، ومن الصعوبة السيطرة عليها في جو من الانفلات التقني والحيل المرتبطة بها، لذا ينبغي البحث عن طريقة مناسبة للتعامل مع الشباب - مع منعهم من السفر- خصوصاً وهم الذين يُشكّلون خطورة قصوى على الأمن والاستقرار.

ولو قامت الحكومات الأوروبية بوضع خطة لتشجيع المسلمين في أوروبا بمساعدة السوريين المشردين في المخيمات، بأن يفعلوا ذلك من خلال جمعيات خيرية أو مؤسسات حكومية موثوق بها - مثلما تفعل بلادنا - لكان في ذلك تخفيفٌ من حماس الشباب والحد من سفرهم.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب