Sunday 11/05/2014 Issue 15200 الأحد 12 رجب 1435 العدد
11-05-2014

الحقيقة والقرار

قد يتطلب طرح هذه الفكرة إغلاق أضواء المكان، ليكون تركيزنا على أضواء النفس الداخلية، وذكاء منعطفاتها ودروبها، وتاريخها الذي أُسدل عليه الستار في منتصف العرض المسرحي فانسحب البطل ولديه الكثير الذي ما زال حبيس فكره. ولأن للحقيقة مفاتيح كثيرة تستوردها القرارات، فإنه لا بد من بطاقة دعوةللدخول إلى الفضاءات الرسمية لنستجلب شيئاً منها،

حيث يوجد ركامٌ من القرارات لا بد من التدخل لفك رموزها المغلقة، لأن إطلاقها انتصار لماضٍ أوقد شموع المكان؛ ودفعٌ لأفراد مؤسسة (أن لا يساقوا إلى جهنم زمرا)، وقد يصنع القرار من ربان سفينة ماهر، يمخر عُباب البحر، ويتقي في مروره جزر القراصنة ومواقعهم، حتى لا يُسلب القرار شيئاً من وهجه، ويستجيب البحر إلى أن يخلع القبطان خوذته ويسلم السفينة إلى مكان كان قاطنوه يتفاوضون أمراً فوق التوقعات، (وإن كانت السفينة لمساكين يعملون في البحر)، وارتقى الواقع من العسير إلى الأشد عسراً، فاصطفت أمام الحدث حكمٌ ومضت في الأفق.

«العالم يعاني كثيراً ليس بسبب ظلم الأشرار، لكن بسبب صمت الأخيار - نابليون»

«إن المرء هو أصل كل ما يفعل - أرسطو».

وكان المشهد يحتاج إلى مناعة عالية لتجاوزه، ولا بد أن يأخذ تصوراً آخر، وعندما تتلاطم أجراس القلب تنشغل الحواس، فلا بد من واقع مختلف يسرج خيول الأمل في في فضاءات المكان.

يقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل:

أكاد أشك في نفسي لأني

أكاد أشك فيك وأنت مني

يكذب فيك كل الناس قلبي

وتسمع فيك كل الناس أذني

على أني أغالط فيك سمعي

وتبصر فيك غير الشك عيني

وما أنا بالمصدق فيك قولاً

ولكني شقيت بحسن ظني

مقالات أخرى للكاتب