Sunday 11/05/2014 Issue 15200 الأحد 12 رجب 1435 العدد
11-05-2014

جماعة بوكو حرام وعلاقتها بالإسلام

إنّ كلمة بوكو حرام تعني باللغة النيجيرية التعليم الغربي (التغريب) حرام، وجماعة بوكو حرام كانت جمعية للشباب المسلم في إقليم بورنو شمال شرق نيجيريا، وبدأت الجمعية نشاطها عام 1995م برئاسة المعلم لاوال الذي ترك الجمعية لإكمال دراسته، ثم تولى المعلم محمد يوسف رئاسة جمعية الشباب المسلم الذي سجلها رسمياً في عام 2002 م، فأصبح لها تأثيرٌ اجتماعيٌ وسياسيٌ في المجتمع، فمنحتها حكومة الإقليم مسجداً ومبنى تم تشغيله كمدرسة إسلامية فتحت أيضاً أبوابها للأطفال الذين يتحدثون العربية من تشاد والنيجر، وخلال تلك الفترة تأثر محمد يوسف بنظرية الحاكمية في مؤلفات سيد قطب، التي قسم فيها العالم إلى حزبين: أحدهما حزب الله والآخر حزب الشيطان، وأنّ المواجهة بين الحزبين حتمية وهي الدعوى التي ترتكز عليها كل الجماعات التكفيرية، ومن رحم جمعية الشباب المسلم عام 2009م وُلدت جماعة بوكو حرام، التي تدَّعي أنها تُقيم الشريعة وتحمي المجتمع المسلم من التغريب، فأصبحت تُدافع عن الفكر المتطرّف بالاعتماد على أقوال معلميهم، ومن أمثلة الفكر المتطرف لهذه الجماعة، التالي، أولاً: إنكار الحقائق العلمية التي اكتشفها العالم الغربي مثل كروية الأرض، وتحريم تدريسها في المدارس، ثانياً: في مقابلة تلفزيونية مع معلمهم محمد يوسف أنكر أنّ مصدر مياه الأمطار يأتي من عملية التبخر لمياه البحار، مع العلم أنه يحمل لقب دكتور ويتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة، ثالثاً: ناقض المعلم نفسه عندما رفض التغريب مع أنه يركب سيارة مرسيدس بنز في مواصلاته الخاصة، وهي أحد مخرجات التغريب، رابعاً: اتخذت جماعة بوكو حرام من حجة خطر التغريب على الإسلام وسيلة لاغتيال المؤيدين للتعليم الغربي، خامساً: اتخذت الجماعة من حجة القوامة على المرأة وسيلة لامتلاكها من قِبل الرجل، سادساً: اقتصار تعليم المرأة لفريضة الصلاة في البيت، وعدم تمكينها من الخروج إلى المدارس للحصول على التعليم بحجة أنه من التغريب المحرم، سابعاً: تدَّعي جماعة بوكو حرام أنها في حالة حرب دائمة مع حزب الشيطان، لتبرير هجومها المسلّح على القرى الآمنة، ونهب الغنائم وخطف الطالبات من المدارس وبيعهن إلى رجال القبائل المختلفة.

يتضح من فكر بوكو حرام أنه مخالف لعقيدة أهل السنّة والجماعة، وجماعة بوكو حرام التي انطلقت بدايتها من مدرسة تُعِّلم الإسلام تجسِّد نموذجاً لحركات التطرّف التي تُولد وتنشأ تحت ظلل الإسلام.

والخلاصة أنّ التطرّف عملية تدريجية يتبنّى فيها الفرد أو الجماعة مفاهيم ترفض الوضع الراهن، وتسعى إلى تقويضه.

ويمكن أن يحمل التطرّف مظاهر الاعتداء على المجتمع المسلم بحجة حمايته من التغريب مثل جماعة بوكو حرام.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

مقالات أخرى للكاتب