Monday 12/05/2014 Issue 15201 الأثنين 13 رجب 1435 العدد
12-05-2014

بنت سلمان العودة!

ليس لدي أدنى شك بأن النجمة الأردنية علا فارس من النشميات اللاتي استطعن في وقت قصير أن يحصدن قلوب وأفئدة المعجبين عن جدارة واستحقاق، وأنها عن غير قصد وضعت تياراً صحوياً كاملاً على محك ضياع المصداقية والهيبة والاحترام. عُلا فارس فتاة بريئة، لا تعرف أن للكثير من الصحويين أكثر من أجندة محصورة بين خطَّي الخاص والعام،

وفق راديكالية دقيقة جداً تحقق المصالح الشخصية الآنية والاستراتيجية بخط موازٍ مع مصالح التيار أو التنظيم! وهذا مهما أسهبتُ في شرحه للأخت عُلا وغيرها فلن يفهمه سوى السعوديين أو غيرهم من أبناء المجتمعات التي انكوت بالإرهاب والقتل ورخص دم المسلم عن طريق فتاوى التغرير بالعوام ومن لم يبلغ سن الرشد! يعرف سلمان العودة ومحمد العريفي والشنار وغيرهم من مشايخنا أن النجمة عُلا فارس ابنة الإعلام الجديد، وأنها ابنة مجتمع رباها لأن تكون أختاً للرجال، وليس لديها ما تخفيه أو تخجل منه؛ لذلك كان طبيعياً أن تنشر ما حدث بينها وبين الشيخَيْن السعوديَّيْن على حساباتها في المواقع الاجتماعية؛ ليشاهد الملايين من معجبي الفنانة وغيرهم من ملايين الصحوة والليبراليين والعوام مدى الفخر والاعتزاز والمكانة الحظية التي تتمتع بها اختنا عُلا فارس عند زعماء التيار الصحوي الراديكالي. أحدهم يرسل لها أفخم الهدايا مع الود والاحترام، وأحدهم يكتب لها بخط يده، ويعلن بكل فخر أن عُلا فارس ابنته الخامسة. وليس لدينا اعتراض على استحقاق الأخت عُلا لذلك، لكن اعتراضنا وعتبنا وعشمنا على سلمان العودة أن هناك ملايين من السعوديات كن بحاجة لهذه الإشادة والدعم المعنوي، وخصوصاً أنهن عالمات ورائدات في مجالهن، وحتى البنات السعوديات اللاتي مُنعن من العمل بحجة أن عملهن في مهنة بائعة أمرٌ محرَّم وفيه اختلاط. أكثر من مليون ونصف المليون نشمية سعودية وأخت رجال موظفة يتم تجريحها وإقصاؤها لمجرد أنها تركض خلف إعالة أسرة أو رزق حلال، وتلاميذ مدرسة العودة والعريفي تفرغوا لتضييق الخناق عليهن وتجييش المجتمع وزعزعة أمن دولة آمنة عن طريق حجة بعض سلوكيات نساء لم يفعلن نصف ما تفعله علا فارس (أقصد من ناحية الظهور والمظهر واللبس حسب منظورهم وفتاواهم). ألم تكن ابنتكم العالمة السعودية التي كرمها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأيده بنصره - عندما انطلق أتباعكم في غمزها ولمزها وانتقاد ما فعلت.. ألم تكن هذه العالمة الجليلة أحق بهداياكم ومؤازرتكم لها ورفع معنوياتها أكثر من عُلا فارس، مع احترامي لشخصها الكريم؟ أم أن بعض المشاريع الصحوية يختص بالتضييق على المجتمع السعودي بغرض زعزعة الأمن ومعارضة الدولة، بينما بث روح الطمأنينة في أفراد المجتمعات الأخرى، كما شاهدنا كيف يتعاطون ويتعاملون نجوم الدعوة السعوديين عندما يسافرون ويختلطون بمجتمعات الدول الأخرىفهم حتى هذه اللحظة لم تصدر منهم ولو كلمة إنكار واحدة، في الوقت نفسه الذي تواجه فيه الدولة بشكل مستمر طوابير منكرين صحويين على أمور أقل بكثير من خطورة أن نصحو ونجد أن عُلا فارس أصبحت بمنزلة بنت من بنات سلمان العودة، وتتلقى أثمن هدايا الود والاعتزاز والترغيب الدعوي من محمد العريفي!

Twitter: @sighaalshammri

مقالات أخرى للكاتب