Tuesday 13/05/2014 Issue 15202 الثلاثاء 14 رجب 1435 العدد
13-05-2014

الاستعانة بباري القوس

بإعلان المهندس عادل فقيه، وزير الصحة المكلف، الاستعانة بشركة أرامكو ووزارة الدفاع، نكون أمام أول حالة شفافية وزارية من هذا النوع، وهي حالة يجب احترامها. واضح أن الرجل لا يخشى من إعلان مواطن الضعف في الوزارة التي كانت من قبل تتحفنا كل يوم بالحديث عن إستراتيجيات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصحة السعودية.

في البداية، كانت هناك استعانة بطاقم التواصل الإلكتروني بوزارة العمل، لإنقاذ الوزير من ملاحقة كبار مسؤولي وزارة الصحة عبر جوالاتهم! واليوم، هناك استعانة بطواقم أرامكو ووزارة الدفاع لإنقاذ المرضى الذين يُخشى أن يكونوا مرضى لفيروس كورونا، ولم تنفع معهم خطط الوزارة وتصريحاتها السابقة، بأن «الوضع آمن وتحت السيطرة، ولا يستدعي القلق»!

لماذا يجب احترام هذه الحالة؟!

لأنها تأتي من باب «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه». ولأنها ستريحنا من الدخول إلى متاهات علاجية غير مجدية. لِمَ نورط الأبرياء بهذه المتاهات؟! لنعطِ القوسَ باريها، ولنتعلم منه دروساً تنفعنا في المستقبل، وتعوّدنا على أن نكون صادقين مع أنفسنا ومعترفين بقدراتنا كما هي. وهكذا سنفعل ما هو لصالح الجميع.

وفي النهاية، أرامكو ووزارة الدفاع هما قطاعان مهمان من قطاعات الدولة، وإن لم نستعن بهما في أزمة من هذا النوع، فبمن سنستعين؟! المهم أن تكون ثمة جدوى من هذا كله، وأن نلمس تغييراً إيجابياً في مواجهتنا مع فيروس كورونا، يتضمن خطة حقيقية وشفافية مطلقة وعملاً محترفاً بالمعايير الدولية، على مدار الساعة.

مقالات أخرى للكاتب