Thursday 15/05/2014 Issue 15204 الخميس 16 رجب 1435 العدد

رسالة إلى والدنا «حسن الشبرقي» (رحمه الله)

نكتب لك ونحن نعرف بأنك لن تستلمها وقد لا تشعر بنا يا أبي ولا تشعر بفرحنا ونحن نحدثك..

أبي الغالي كم نفتقدك ونفتقد حضنك الحامي لنا.. ووجهك المنور.. كم نتمنى أن نراك لنرتمي جميعاً بحضنك لهفة بوجودك معنا، وهاهي دموعنا تحرقنا وتمزق قلوبنا.

نذكر يا أبي الوعد الذي قطعته لنا، لقد وعدتنا بأن نواجه الحياة سوياً ونقطع طريقاً من السعادة لا نهاية لها .. لقد وعدتنا أن نتابع نجاحنا سوياً.. لقد وعدتنا أن ترافقنا ونرافقك بمشاركة الناس أحزانهم ونفرح بفرحهم.. لقد وعدتنا ولقد وعدتنا ولقد وعدتنا.. وها نحن نعدك أن نسير على دربك.. أبي كم تمنينا أن نعوضك عن المشاق والصعاب التي مررت بها لتمنحنا حياة كريمة.. وفي كل مرة ترفض العناء علينا لكي لا تزعج سعادتنا حتى في آخر لحظة من حياتك ونحن نطلب مرافقتك في سفرك وتحمل التعب عنك ولم نكن نعلم أنك ذهبت للقاء كريم عزيز مقتدر.

أبي ها هو الوقت يحين وقدرة رب العالمين تأتي لترحل دون رجعة، لترحل من واقعنا دون كلمة سوى ابتسامة أخيرة منك ستبقى معنا كل العمر..

أبي لقد جهزت نفسك لتسبقنا إلى منزل عند رب عظيم -إن شاء الله- كما كنت دايم في حياتك تسبقنا لتستقبلنا بيديك الكريمتين.

أبي لقد رحلت وتركت لنا خطواتك إلى المسجد طريقها وتركت لنا باب بيت مفتوح من بيوت الله في الدنيا فيه مكان لك في الروضة ومصحف أمام سجودك..

أبي اشتقنا إليك إلى ابتسامتك في أصعب الظروف أبي أننا نذكر كل كلماتك وأنت تخاطبنا كقائد شهم.

أبي لقد كنت نعم الأب وكنت أجمل أخ وكنت أروع صديق وكان لكل كلمة تقولها أثر عظيم ونصح جميل لم تكن أباً لنا فقط، فقد كنت أباً لكل من احتضنت وأخاً لكل من سار معك وصديقاً لكل من عرفك..

كنت هنا تمنحنا سعادة.. تعمل كثيراً.. وتضحك معنا جميعنا.. وتمرض وتخفي عنا ألمك.. عملت بصمت وإخلاص وواجهت الحياة بصبر وايمان وها أنت ترحل عنا إلى خالقك الكريم.. إننا نعاني ألم فراقك.. كنا نراك تدعو لنا بصمت.. يستحيل نسيانك مهما مر الزمان بسنينه وأيامه فأنت لنا الأب والأخ والصديق..

أبي نعلم أنك هناك عند رب رحيم لا يظلم، ونحمد الله بأنك وفقت في تربيتنا وتعليمنا حيث وصلنا إلى ما وصلنا إليه بفضل من الله ثم منك وأمي الغالية التي تبكيك ليلاً نهاراً.

أبي لم يبق إنسان عرفك إلا وبكاك.. آه يا أبي لو رأيت الأحزان في وفاتك فقد بكاك أحبابك ممن كنت دائماً توصينا بأن نكون على تواصل ومحبة معهم.. بكاك أحفادك.

حياتك يا أبي كانت مرسومة كما أردت لها عشتها على ما أمنت به من خلق وأخلاق، فلم تزعج أحداً ولم تجرح أحداً، ابتسمت لك الحياة فوزعتها على الآخرين، فطوبى لك على ما عشت من أجله، وعلى ما عملت في أيامك لآخرتك وعلى ما عملت من أجل أن تستمر الحياة الكريمة لنا على وجه الأرض.

نم يا أبي قرير العين مرتاح البال لما بذلت في سبيل أولادك ومحبيك وأهلك وقريتك التي ودعتك، وهي تعتصر ألماً ودمعاً لفراقها أباً منحها حباً.

أطلب لك الرحمة والمغفرة من رب العالمين وأعاهدك أنا وأخوتي بأن نعمل ما وصيتنا به مخافة الله والمحافظة على السمعة الطيبة ومحبة الناس والتواصل مع أصدقائك والحفاظ على صلة الرحم والاعتناء برفيقة دربك أمي الغالية.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

- أبناؤك: عزيز، يوسف، عبدالرحمن، سلطان، مشاري، مازن وابنتاك: هيفاء وأروى وحفيداك: غيث وأيهم