Sunday 18/05/2014 Issue 15207 الأحد 19 رجب 1435 العدد
18-05-2014

الأمن الاجتماعي

مرت البلاد الإسلامية والعربية بتحولات تاريخية على المستوى السياسي والاقتصادي والفكري، وعانت الشعوب من القهر وتقييد الحريات، عدا عن النكسات التي منيت بها بسبب البحث عن الحرية ورفض الاحتلال والاستعمار بأشكاله السياسية والفكرية!

وافتقدت بعض الشعوب العربية طعم الأمن سواء بالاحتلال المرير كفلسطين أو بالحروب المتتالية كالعراق، أو الطائفية المريرة كلبنان، وحالياً تعيش شعوب أخرى قلاقل وفتناً واضطراباتٍ كمصر وليبيا واليمن، بينما تبقى سوريا جريحة بفعل تنازع القوى السياسية، ووقوع الشعب فريسة لذلك.

وفيما تتعدد مفاهيم الأمن الاجتماعي، غير أنها تصب في مصطلح الأمن بمفهومه الواسع، الذي يعني بمفهومه الدقيق السكينة والاستقرار والاطمئنان النفسي واختفاء مشاعر الخوف على مستوى الفرد والجماعة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وما يؤسف له حقاً هو سعي بعض الحكومات لتحقيق محورين هما الأمن السياسي والاقتصادي، بينما يجري إهمال الأمن الاجتماعي رغم أنه لا يهنأ لشعب راحة إلا بتحقيقه! فالرخاء المادي مع وجود تهديد فكري لا يحقق الأمن الاجتماعي، كما أنه لا يكتمل في حال التضييق على الحريات ولا في حال الفقر والعوز ، ولولا ذلك لما سميت بعض الثورات بثورة الجياع! ودلالة على ذلك ما جاء في قوله تعالى (فليعبدوا ربَّ هذا البيت، الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف) وقد حددت الآية الكريمة الأمن في جزئيتين هما عدم الجوع وانتفاء الخوف.

إن غياب ثقافة الأمن الاجتماعي عند المجتمع يولد إشكالياتٍ عديدة منها الخوف والانحراف والفساد وانتشار الفكر المتشدد والدكتاتورية والاستبداد، وأعمال العنف وحدوث مشاكل عديدة لا تتوقف عند الفرد أو أسرته، بل تمتد لجميع أفراد المجتمع! وغياب الأمن الاجتماعي يعني غياب الاطمئنان والمودة والحرية والأمان، وهو ما يحمّل المجتمع بجميع أطيافه والجهات الحكومية والمؤسسات المدنية المسؤولية بالاهتمام به وتحقيقه.

اللهم احفظ بلادنا وأدم عليها الأمن والاستقرار.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب