Sunday 18/05/2014 Issue 15207 الأحد 19 رجب 1435 العدد

أرجعيني إلى أيام مدرستي يا .. «ذكريات»

محمد بن إبراهيم فايع

لا تزال صورة مدرستي « الخالدية الابتدائية» بمحافظة خميس مشيط، محفورة في ذاكرتي، لعل ذلك بسبب أنها مدرستي الأولى، ولأنها تحمل أجمل أيامي كشأن الكثير الذين يذهبون ويرجعون في سرد ذكرياتهم عن سنوات دراستهم في المرحلة الابتدائية، لأنها بوابتهم الأولى بعد أن غادروا بيوتهم، كلما مررت بها وجدتني أترنم بقصيدة نزار قباني (وارجعيني إلى أيام مدرستي ..وارجعيني الحبر والطبشور والكتبا ..تلك الزواريب كم كنز طمرت بها ..وكم تركت عليها ذكريات صبا) مدرستي الخالدية بخميس مشيط التي أسست في 1385هـ، تقع إلى الغرب من «حي الدرب» ويقع إلى شرقها أحد أقدم المساجد بالخميس « مسجد النملة» ومن الغرب شارع البريد الذي يفصل حي الدرب عن حي «الضباط» الذي أعّد آنذاك من أحدث الأحياء، بينما حي الدرب يعد هو الخميس، للمدرسة بابان «الباب الرئيس الداخل معه سيجد على يمينه غرفة مدير المدرسة، وكان في وقت دراستي فيها مديرها الأستاذ «علي العظيمان» رحمه الله، وعلى اليسار غرفة وكيل المدرسة الأستاذ سعد بن سلمان، وفي الداخل يوجد إلى اليمين «ممر صغير» ومثله لليسار ويوجد فيهما كم غرفة هي فصولنا، لأن المبنى من طابق واحد، وفي الوسط باب يخرج بسالكه إلى حوش صغير بعرض 3 م على اليمين فصلان دراسيان لهما درج خاص إسمنتي يقعان في جنوب المدرسة، وإلى جوارهما غرفتان صغيرتان مخصصتان «لحارسي المدرسة، وقد كانا في تلك الأيام الوالدين «سعيد بن محروس، وسعيد أبو نخاع» رحمها الله، حيث يجلسان في واحدة منها، وهي بمثابة مطبخ صغير لصنع الشاي والقهوة، وكانت بها طاولات خشبية فوقها بعض الأواني والفناجيل، وإلى جواره حمام صغير -أكرمكم الله - ثم إلى شرق المدرسة يوجد فناء صغير مفروش بالبطحاء مساحته تقدر بـ10 م من الغرب للشرق ومن الشمال للجنوب بطول 20 م كان يحتضنّا في حصص التربية الرياضية، وكان مخصص «للطابور الصباحي» ونظرا لصغره فقد كان الأستاذ سليمان أبو أنيس يأخذنا إلى «برحة» مجاورة للمدرسة من الجهة الشرقية، تقع شرق مسجد النملة، وتبعد عن المدرسة حوالي 70 متر، مدرستنا التي كانت تقع في مبنى مستأجر يعود «لعبدالله بن حريش» رحمه الله- فقد رأى المسئولون آنذاك أن المبنى لم يعد يستوعب أعداد الطلاب، وكان مدير التعليم في منطقة ابها التعليمية كما كانت تسمى آنذاك (الأستاذ محمد بن صالح الفواز - رحمه الله - والذي قاد التعليم في عسير منذ 1384هـ حتى واته رحمه الله في عام 1403هـ) لأنه يخدم عدة أحياء «الدرب -حي الضباط- حي آل قصال -الهميلة «ويأتي إليها طلاب من أحياء بعيدة بعض من «عتود والمثناة» وغيرها حتى فُتحت مدارس فيها فيما بعد فخّف فيها الزحام، فتم تأجير مبنى مقابل للمدرسة يفصلهما شارع من الجهة الشمالية للمبنى القديم مباشرة، يعد ملحق للمدرسة ويتكون من دورين وضعت فيه مجموعة من الفصول، وله بابان جنوب المبنى ومن الجهة الغربية .وسأحاول في حلقة قادمة أحكي لكم بعض المواقف، والأسماء لمعلمينّا في ذاك الزمن الجميل وكما قال الأندلسي إبراهيم بن سهيل «ولذكراهم تسيل دموعي ..كلما اشتقت بكرة وعشيا».