Tuesday 20/05/2014 Issue 15209 الثلاثاء 21 رجب 1435 العدد
20-05-2014

«حكايتي مع خالد البلطان»

في يوم الخميس الثامن من مايو هذا العام كنت على متن الطائرة المتوجهة إلى واشنطن في رحلة علمية، وبعدها بأسبوع فقط كنت على علم بأن رفيق الدرب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان سيغادر كرسي الرئاسة كما صرح بذلك كثيراً.

قررت وأنا في الطائرة أن أكتب حكاية يتجاوز عمرها (35) عاماً هي عمر العلاقة بين صاحب هذه السطور وبين الأستاذ خالد، مع يقيني التام بأن هذه المدة تجعل القارئ مطمئناً بأن ما سأقوله سيتجاوز - قطعاً- بوابة المجاملات والمصالح كما يتوهم كثيرون في عالم اليوم.

بعد أن أنهيت المرحلة الابتدائية في مدرسة زهير بن أبي سلمى في حي الصالحية بالرياض عام 1400 هـ، قرر الأهل الانتقال - بعد بناء بيت جديد - إلى حي الخالدية (حارة العنوز) والتحقت حينها بمتوسطة الإمام أحمد بن حنبل، وكنت الطالب الجديد على الحي فلا صاحب ولا صديق من المرحلة الابتدائية. جلست في الأيام الأولى وحيداً أترقب وزملائي يحادث بعضهم بعضاً ، أتأمل وزملائي يسامر بعضهم بعضاً. أصعب اللحظات على مثلي من يعشق الاجتماعات والنقاش أن يكون وحيداً. بدأ المعلمون يتوافدون وكل واحد يعرف بنفسه ومادته، الوحيد الذي شد أنظار طلاب الصف الأول المتوسط هو المعلم السوداني عبدالعظيم عبد العزيز حيث أسر الطلاب بحديثه وثقته بنفسه فانجذبت إليه كما فعل الآخرون. بقيت أبحث عن زميل وصديق يتحدث ويحاور وهنا كان خالد البلطان يشد الأنظار - أنظار المعلمين والزملاء - بثقته بنفسه، بقدرته على الحديث والمناقشة، بحدته أحياناً ، لكنه بهرني بنظرته للمستقبل.

الشيء الوحيد الذي أصبح حقيقة خلال المرحلة المتوسطة أننا أنا وهو أصبحنا صديقين وغالباً لا نفترق إلا عندما ينام أحدنا. والحقيقة الأخرى أن أستاذنا عبد العظيم عبدالعزيز - ومازلنا نلتقي به - كأنه رأى فينا شيئاً مختلفاً فأصبحت اللقاءات الثلاثية تتم في شقته حيث الحديث عن الفكر والثقافة والمسرح وتبادل وجهات النظر والنقاش في شؤون مختلفة حينها أصبح الأستاذ عبد العظيم صديقاً للعائلتين إلى هذا اليوم.

أعود للحديث عن الأخ والصديق خالد بن عمر البلطان، لأقول للذين لا يعرفونه إلا من خلال قنوات التلفزيون إن هذا الرجل يحمل قلباً طيباً يحب الخير للآخرين، بل إنه غالبا يتخاصم معك اليوم وبعد أقل من ساعة يكون الحديث ودياً وكأن شيئاً لم يكن.

خالد البلطان منذ الصغر يعشق التحدي لتحقيق النجاح وكان يقول لي أثناء المرحلة المتوسطة: أريد أن أكون رجل أعمال ، وكنت أقول له - لأنه متفوق دراسياً - لعلك تكون أديباً لأنك تعشق الكلمة وتجيد الحديث. المساحة أيها القراء لا تكفي لسرد الذكريات.

عندما أصبح رئيساً لمجلس إدارة نادي الشباب ترددت في الانضمام لمجلس إدارته لكثرة الارتباطات، فأصر على أن أكون معه، فبدأنا العمل وبدأ هو في التنظيم الإداري وكنت حينها ومازلت أعجب من قدرته الإدارية الفائقة على الاهتمام بكل الألعاب بتفاصيلها ومتابعة الأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها.

أقولها للأمانة وللتاريخ أن الرجل خلال ثماني سنوات كان مهتماً بشكل كبير بكل الأنشطة الاجتماعية ابتداءً بالفكرة مروراً بالدعم المادي والمعنوي وانتهاء بحضور كل الفعاليات والأنشطة. وفي العام الأول أعلن أن البطولة الحقيقية هي (الأنشطة الثقافية والاجتماعية من خلال لجنة المسؤولية الاجتماعية) مما وضعني وزملائي أمام تحد كبير لتنويع البرامج ذات الفاعلية.

الأستاذ خالد بن عمر البلطان - كما أعرفه - قدم الكثير في مجال العمل الاجتماعي وفي دعم الرياضة في المملكة العربية السعودية. والأكيد أنه مثل غيره يختلف معه كثيرون ويتفق معه آخرون، ولكن الأهم - من وجهة نظري - أنه قدم الكثير لوطنه، وبالتالي لا نستطيع - مهما اختلفنا معه - إلا أن نقول له: شكراً أبا الوليد لكل ما قدمت من عطاءات كثيرة وكبيرة لوطنك المملكة العربية السعودية.

وللذين يختلفون معه - من باب التعصب والاختلاف فقط - أريد أن اذكرهم بأن الأستاذ خالد البلطان يرأس حالياً اللجنة العليا للمسؤولية الاجتماعية في بنك الجزيرة يقدم من خلالها العطاءات والدعم الكبير لشباب وفتيات الوطن الغالي.

وأخيراً: يعلم القريبون مني ومنه أنني لم أجامله ساعةً خلال (35) عاماً، بل إن اختلاف وجهات النظر بيننا لم ينقطع واسألوا عبدالعظيم عبد العزيز!. حقا إن الرياضة تفقد أحد فرسانها.

alelayan@yahoo.com

عضو مجلس إدارة نادي الشباب المشرف العام على المسؤولية الاجتماعية

مقالات أخرى للكاتب