Wednesday 21/05/2014 Issue 15210 الاربعاء 22 رجب 1435 العدد
21-05-2014

لحظة قراءة

يبقى تراث الإنسانية الأدبي ما تقادم وما تأخر مخزناً للأفكار، ومصدراً للإيحاء..

فهاهم الشعراء ينهلون منه, ويضيفون يزيدون إليه..

ما من فكرة إلا قيل قد راودت من سبق, ولا من قالب حديث إلا توقف عند الحافة بينه وبين القديم المتوجسون..!

لذا وجدنا منهل التراث ثراً.., وبوتقة الجديد إضافة...

كثيراً ما توقف النقاد عند الحديث يقرُّون له زمنَه، ويُبيحون لصُنَّاعه أشكالَه ومضامينَه..

غير أن المضامين غالباً لا تتغيّر، بل تتسع، وتندمج، وتتشكّل بصورها دون أن تختلف كثيراً لأنها تعبير عن مكنونٍ في الإنسان هو محصلة الخبرات المتشابهة فيه, البالغة من الحياة مواقفَها القريبة معنى, ونتائج..

فالإنسان مذ لامس الأرض وإلى أن يغادرها بآخر قدمين له هو المتفاعل معها بوجدان يميل ويهوى.., يحب ويكره .., يعدل ويظلم.., يفرح ويتكدر.., يسعد ويشقى.., وبعقل يفكر ويدرك.., يحصد ويتأمل.., يكتسب ويتفاعل..,

وما تجارب الحياة غير نتائج هذا الوجدان, والعقل فيه..!!

وما عطاؤه الفكري والأدبي إلا منطوق هذه المحصلات الغارفة من معين واحد، الصابة في إناء واحد..!!

يبقى الاختلاف يتشابه كما اختلاف الهيئة في جسوم الأفراد..

فالناس كل فرد فيهم ذو رأس في جسد، فيه العينان والأذنان، والأنف والفم، وبداخل تجويفته المخ والعقل والأعصاب..!

وله يدان وقدمان، وباطن على نحو واحد من التفاصيل..

لكن ..؟ هل يمكن أن يتطابق تماماً في الأفراد دقيق التفاصيل في أجسادهم وألوانهم ..؟!

هو ذا الاختلاف المماثل في نتاج ما تفرزه العقول، والوجدان بتفاوت مستويات الشعور, والمدارك من نثر, وشعر بأنماطهما,وأشكالهما في لحظة تعبير تتفوه بها أقلامهم..حتى تطوى الأرض بأوراقهم.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب