Friday 30/05/2014 Issue 15219 الجمعة 01 شعبان 1435 العدد

نقص فيتامين (د) الوباء الصامت

د. صالح بن عبدالله الحمد

من الفيتامينات الهامة جداً التي يحتاج إليها جسم الإنسان فيتامين (دال) ولنقصه في الجسم مخاطر سلبية عدة على الإنسان ولتواجده حسب المعدل الطبيعي فوائد عديدة لجسم الإنسان ونظراً لنقص هذا الفيتامين كثيراً بين أفراد الشعب السعودي وللأسف حسب الإحصاءات الصحية مما يؤثر سلباً على الصحة وكذا الاقتصاد فإن من الضروري بمكان أن يكون لدى كل شخص ثقافة عامة صحية وبالتحديد عن هذا الفيتامين وحيث إنني لست متخصصاً بالطب البشري إلا أنني قرأت كثيراً عن هذا الفيتامين وسلبياته وإيجابياته وناقشت عدة أطباء حيال هذا الموضوع ولماذا هو منتشر من حيث النقص بين أفراد المجتمع السعودي رجالاً ونساءً ولإلقاء نظرة عاجلة حيال هذا الموضوع ليكون هناك اطلاع واضح عنه أحببت أن أساهم مساهمة متواضعة بالتثقيف حيال هذا الفيتامين، حيث إن من وظائفه الرئيسة الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم في المعدل العادي. وهو يقوم بذلك بتحفيز الأمعاء لامتصاص المزيد من الكالسيوم من الغذاء الذي نتناوله، فإذا لم نتناول ما يكفي من الكالسيوم يقوم فيتامين (د) بسحب الكالسيوم من العظام، ويحتفظ الجسم بالكالسيوم في الدم في المستوى العادي وذلك لأن الكالسيوم مهم جداً في جعل المخ والرئتين والعضلات والقلب تؤدي وظائفها، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا قلت بأن هناك وباء صامت من نقص فيتامين (د)؟

لأن هناك وفرة في الأدلة سواء هنا أو في أمريكا وأوروبا وجميع بلدان العالم من أن مستويات الدم من فيتامين (د) (25 - هايدروكسي) تكون في أدنى مستوياته في فصل الشتاء وهي الفترة التي يكون فيها على حافة النقص، حيث إن العظام تضعف في هذا الفصل وتقوى في فصل الصيف.

وعليه فإنه يجب على كل إنسان الاهتمام بذلك والفحص بتحليل الدم ليرى مدى تواجد هذا الفيتامين في الجسم وأنه في المعدل الطبيعي ذلك لأن نقص هذا الفيتامين ليس له أعراض وبالتالي هو صامت، ونقصه لدى الأطفال يصيبهم بالكساح وقصر القامة وتقوّس الساقين أو التواء الرجلين إلى الداخل بحيث تتقارب الركبتين وتشوه بالجمجمة، أما لدى كبار السن فإن نقص هذا الفيتامين بسبب فقد العظام كلما تقدم في السن والنساء يفقدن أكثر من الرجال لأن سن اليأس أسرع بفقد العظام ويفقد الرجال نحو 1% من كتلة عظامهم كل عام بعد بلوغهم سن 55 أو 60، وإذا كنت تشكو من نقص هذا الفيتامين فأنت لا تحصل على ما يكفي من الكالسيوم لمقابلة احتياجات الجسم وهذا يظهر بشكل حقيقي مدى ما تستهلكه من الكالسيوم وبالتالي يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام، ولذلك يسرع نقص فيتامين (د) من فقد العظام ويزيد من خطر التعرض لكسور في سن مبكرة، كما أن نقص هذا الفيتامين يتسبب في ترقق العظام ولينها أو كساح لدى الكبار أيضاً وهو مرض التَّمعدُن ولين العظام مرض خفي أيضاً ويمكن أن يسبب آلاماً شديدة وحفر في العظام.

وفيتامين (د) هو المنظم الأساس لتوازن الكالسيوم في الجسم، حيث يساعد على تزويد العظام بالمعادن وتطوير الهيكل العظمي وتكوين الأسنان، كما أن هذا الفيتامين يساعد في تشكيل خلايا الدم، المناعة، ويساعد في تمايز الخلايا الأمر الذي قد يقلل من أخطار السرطان، حيث أظهر قدرته على توفير الحماية من أمراض المناعة كالتهاب المفاصل المناعي وتصلب الأنسجة المتعددة وسكري الأطفال، كما أنه يساعد الجسم على حفاظ مستويات الأنسولين الضرورية في الدم ويفيد في علاج معظم الأمراض الروماتيزمية التي تتسم بالارتباك واختلال الجهاز المناعي وخاصة الخلايا اللمفاوية، حيث ثبت أن هذا الفيتامين ينقص لدى هؤلاء المرضى، النباتيون الصارمون، مدمنو الخمور، المصابون بأمراض الكبد أو الكلية ينتجون فيتامين (د) لكن لا ينشطون، ونقصه قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق المستمر وفقد التوازن وآلام في المفاصل والعضلات والغريب جداً أن سكان البلاد المشمسة لا يتعرضون عادةً لنقص في هذا الفيتامين، حيث يتكون هذا الفيتامين بواسطة الأشعة الشمسية في الجلد والبشرة ويتوزع على الجسم هذا ولا يحتاج المرء لتعريض نفسه لأشعة الشمس أكثر من اللازم لتوليد هذا الفيتامين، بل يكفي التصرف المعتاد في بلاد مثل بلادنا المملكة العربية السعودية.

من فوائد توازن فيتامين (د) في الجسم:

- أنه أكبر محارب للأمراض الخبيثة.

- يقوي العظام ويحارب الشيخوخة.

- يحارب عدد كبير من الأمراض في مقدمتها الاكتئاب والقلق.

- يولد هذا الفيتامين قوة في محاربة الزهايمر.

أما نقصه فإن له آثار سلبية كثيرة منها:

- ضعف العظام والتواؤها ومن ثم كسرها.

- آلام في العضلات والمفاصل.

- آلام رهيبة في أسفل الظهر.

- الضغط لا ينضبط أيضاً.

من الأشياء التي تفيد في تكوين فيتامين (د) في الجسم:

- التعرض لأشعة الشمس من 20 إلى 25 دقيقة، ويفضل قبل الساعة العاشرة صباحاً وبعد الرابعة عصراً ويفضل تعرض أكبر مساحة ممكنة من الجسم للشمس حتى تتم الاستفادة الكاملة.

- الحليب المعزز بفيتامين (د).

- سمك التونة.

- صفار البيض.

- الكبدة.

- زيت كبد السمك (الحوت).

- عصير البرتقال الطازج.

- المشروم - الأسماك الدهنية.

في الختام أجزم كثيراً أنني لم أعط الموضوع حقه كاملاً وذلك لعدم التخصص وثانياً احتراماً لمساحة الصفحة في الصحيفة!!

آمل من الإخوة الأطباء المختصين التعليق على هذا الموضوع وإعطاءه حقه كاملاً لما له من آثار هامة على صحة الفرد والمجتمع في هذه البلاد العزيزة والوقاية من نقصه لا شك أن لها فوائد كثيرة على الفرد والمجتمع والاقتصاد أيضاً، بل الأطباء في عياداتهم، وقانا الله وإياكم من شر الأمراض وعليكم في النهاية بالتعرض للشمس في بلاد الشمس، بحمد الله كم من بلد في العالم يتمنى تواجدها لديه والحمد لله أولاً وآخراً وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

d.salehalhamad@hotmail.com