Sunday 01/06/2014 Issue 15221 الأحد 03 شعبان 1435 العدد
01-06-2014

صناعية العنزي والعمران

ربما يظن البعض أنني كنت متشائماً أو سوداوياً، عندما أشرت بالأمس لانعدام وجود المستثمرين الشباب في المدينة الصناعية الأولى، جنوب العاصمة الرياض، أو أنني من النوع الذي يميل إلى الدعوة لقطع أرزاق الأجانب لكي يحل محلهم شبابنا العاطلين.

الأمران غيرُ صحيحين. فالتشاؤم والسوداوية لا مجال لهما، حين نحلم بوطن يضم أبناءه وبناته بين جناحيه، ويوفر لهم فرص العيش اللائقة. أما الرزق، فهو بيد القائل {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}. وفي الأساس، كانت إشارة الأمس تمهيداً لإشارة اليوم عن المدينة الصناعية الثانية، والتي أُنشئت عام 1396هـ، على مساحة قدرها 21 مليون متر مربع، وتضم 1050 مصنعاً يعمل بها 120 ألف عامل. من هؤلاء العمال، هناك شباب وشابات أفخر بأنني زرت بعضهم في مواقع عملهم، ورأيت كم هو رائع التزامهم بأوقات عملهم وبإنتاجيتهم، وحتى بالزي الموحّد للمصانع التي يعملون بها.

سيظن البعض أنني أتكلم عن شبابنا الذين يعملون في الوظائف الدنيا، ومع أنّ هؤلاء يستحقون الإشادة، لكنني سأتكلم عن مصنع من أهم المصانع هناك، يعمل فيه 200 شاب وشابة، يقودهم المهندس الجيولوجي عيد العنزي، وهو مهندس جيولوجي حاصل على درجة الماجستير، ويساعده بإدارة قسم الإنتاج، المهندس الكيميائي عادل العمران. عشت مع هذين القياديين الرائعين صباحاً كاملاً، لمست أثناءه إلى أي درجة وصلتْ كفاءة خريجينا، الذين أُعطوا الفرصة الملائمة لطموحاتهم.

إنَّ المسافة بين الصناعية الأولى وبين الصناعية الثانية، هي كالمسافة بين الواقع المحبط، والحلم المشرق.

مقالات أخرى للكاتب