Monday 02/06/2014 Issue 15222 الأثنين 04 شعبان 1435 العدد
02-06-2014

رسالة أهل الخليج للقيادة الإيرانية

وصل أمير دولة الكويت إلى طهران في أول زيارة لأحد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً لجمهورية إيران.

الشيخ صباح الأحمد الصباح عُرف عنه الخبرة والتمرس الدبلوماسي؛ فهو إلى ما قبل أن يبايَع أميراً لدولة الكويت تربع على قمة الدبلوماسية الكويتية والخليجية والعالمية؛ إذ قضى عقوداً وزيراً للخارجية الكويتية، وخاض العديد من المهام الدبلوماسية والسياسية للدفاع عن القضايا العربية والكويتية.

والذي لا يعرف أبا ناصر لا يستطيع أن يحيط بكل ما أنجزه. هذا الذي خُلق ليكون دبلوماسياً ماهراً.

منذ أكثر من نصف قرن لم أشاهد الشيخ صباح الأحمد الصباح إلا والابتسامة تعلو محياه، لكن الدبلوماسية ليست فقط ابتسامة؛ فهي إلى جانب ذلك خبرة وممارسة وإجادة السباحة مع الحيتان. وبما أن أبا ناصر من أهل الخليج الذين يعشقون البحر والسباحة فيه فإنه لا خوف عليه وعليهم من حيتان البحر، حتى وإن كان «جرجورا».

ولهذا فأنا لا أرى خطورة عليه وهو يخوض معركة دبلوماسية مع أكثر من «جرجور» إيراني، وهم كُثر، خاصة الذين يسبحون في حديقة الحرس الثوري الإيراني، فحتى الرئيس حسن روحاني يخشى «جراجير الحرس الثوري»، إلا أن أبا ناصر لا يخشى ذلك؛ فقد سبق له أن تعامل مع من هم أكثر شراسة من هذه الجراجير «جمع جرجور».

والجرجور - لإخواننا العرب الذي لا يعرفون اللهجة الكويتية - هو الحوت.

ترويض الحيتان مهنة يتقنها الدبلوماسيون، والشيخ صباح الأحمد عميد الدبلوماسيين العرب قبل القيام بهذه المهمة لصالح أهل الخليج وأهل إيران معاً.

والرجل ناصح كبير للإيرانيين، وسيجدون الخير إن هم سمعوا كلامه، بشرط أن يبعدوا صراخ حيتان الحرس الثوري؛ فالشيخ أبو ناصر ينقل رسالة سلام من أهل الخليج للقيادة الإيرانية، تحوي طلبين فقط:

الأول: أن يكفوا عن تدخلهم في شؤون أهل الخليج، ويتركوهم ينجزون مشاريعهم ويبنون ديارهم، دون تحريض أو فتنة.

وثانياً: أن يتركوا سوريا لأهلها؛ فليس من صالح أهل إيران ولا أهل سوريا دعم حاكم يقتل شعبه، ويهدم منازلهم، ويدمر مدنهم.

هل تستمع القيادة الإيرانية لأبي ناصر وهو ينقل إليهم رسالة أهل الخليج؟ إذا استطاع الشيخ صباح الأحمد ترويض حيتان الحرس الثوري سيستمع الآخرون للرسالة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب