Tuesday 03/06/2014 Issue 15223 الثلاثاء 05 شعبان 1435 العدد

ظاهرة الاعتداء على المعلمين يا سمو الوزير

اطلعت في العدد 15219 ليوم الجمعة الموافق 1-8-1435هـ على خبر بالصفحة الثانية ومفاده اطمئنان سمو أمير منطقة الرياض على صحة المعلم المعتدى عليه بقرية مشذوبة التابعة لمحافظة المجمعة والتي تبعد عنها قرابة 140 كم حسب علمي، وحيث إن هذا المعلم المعذور المسكين ليس هو أول الضحايا ولا آخرهم، بل هناك معلمون تم قتلهم من قبل طلابهم والجميع يعرف ذلك. ولكن الذي لا يعرفه الجميع سواء من مسؤولين أو غيرهم أن ظاهرة الاعتداء على المعلمين قديمة جداً، والوزارة أي وزارة التربية والتعليم تتجاهلها تماماً، وكان هناك معلم في عام 1386هـ تم الاعتداء عليه وكاد يقتل من قبل طلابه لولا لطف الله تعالى ولقد توالت الاعتداءات بعد هذا التاريخ، وهذا حسب علمي الشخصي الأكيد ولربما يكون قبل ذلك لكن التمادي وعدم المبالاة من الجميع سواء من الطلاب أو المسؤولين ما زال مستمراً، وجهود الوزارة في هذا الموضوع هي جهود سلبية جداً، ودعوني أكون أكثر صراحة إن سبب ذلك هو الوزارة نفسها التي سنت وأوجدت أنظمة ضعيفة تشجع على ذلك بل وعدم الاهتمام بما يحدث حتى ولو كان المتضرر مقتولاً أو معاقاً أو خسر شيئاً من ماله، وبالمقابل لو حضر طالب إلى الوزارة مدعياً أن معلماً نصحه قامت الدنيا على هذا المعلم، قد تستغربون ذلك ولكن هي الحقيقة بعينها، فأنا أقول ذلك عن تجربة ميدانية، وقد كتبت عن هذا كثيراً وعملت بحوثاً وأرسلتها للوزارة التي لم تتكرم ولو بالرد البسيط والذي لا يصدق ذلك فليرجع إلى بعض الصحف التي تناقلت في يوم الخميس الموافق 30-2-1431 خبراً مفاده العنف الطلابي يطال نائب وزير التربية، حيث كان نائب الوزير في زيارة لاحدى المدارس في احد الأحياء بمدينة الرياض، وهو الحي الذي تقع فيه المدرسة الطيبة الذكر التي مزق طلابها الكتب وحطموا زجاج مبنى المدرسة قبل أيام، أعود لحادثة النائب، حيث قام الطلاب بالعبث وفتح سيارة نائب الوزير الدكتور خالد السبتي وخلع شعارها الرسمي أثناء وقوفها أمام باب المدرسة ولقد كان هذا المنظر والمشهد أمام مرأى عدد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم يتقدمهم النائب والوكيل ومدير التعليم السابق ومدير مكتب التربية والتعليم بشرق الرياض ومساعده آنذاك الذي هو الآن مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض والحوادث كثيرة جداً لا يسع المجال لذكرها، ومنها على سبيل المثال البسيط أيضاً هو تهميش سيارات معلمي مدرسة ثانوية وتهديدهماخل قاعات الاختبار في يوم الثلاثاء الموافق 18-2-1431هـ والوزارة موقفها هو مثل موقف جامعة الدول العربية تستنكر الحادثة وتؤكد حرصها على هيبة وكرامة منسوبي المدرسة، فأي هيبة؟ وأي كرامة؟ لقد طفح الكيل وما بعد القتل هيبة ولا كرامة؟ وما بعد تكسير المعلمين هيبة ولا كرامة؟.

وما بعد احراق سيارات المعلمين وتهميشها هيبة ولا كرامة؟ وما بعد تهديد المعلمين بالاعتداء على بيوتهم وأسرهم هيبة ولا كرامة؟.

وفي يوم السبت الموافق 19-2-1430هـ أكدت الوزارة وقوفها مع المعلمين وحفظ حقوقهم حيث قالت نتابع حالات الاعتداء على المعلمين وسندعمهم قانونياً.

وأبانت الوزارة أن هناك متابعة دقيقة من مسؤوليها لما يتعرض له بعض المعلمين من اعتداءات أثناء أدائهم واجبهم التربوي والتعليمي داخل مدارس التعليم العام أو خارجها، مؤكدة أن المساس بالمعلمين أو المعلمات بأي شكل من الأشكال والإساءة هواستهتار وعدم تقدير للدور الكبير الذي يقوم به المعلم من أجل بناء الأجيال وتنشئتهم التنشئة الصالحة المبنية على الثوابت والهادفة إلى اكسابهم المعارف والعلوم والمهارات التي تعينهم على فهم الحياة والمساهمة في خدمة أنفسهم والمشاركة في تفعيل خطط التنمية وتطويرها.. إلخ. وأنا للأمانة أقول إن هذا الكلام جميل جداً، ولكنه ما زال حبراً على ورق، وقد كتب للاستهلاك الاعلامي فقط، ومن هنا فإنني أناشد صاحب السمو الملكي وزير التربية والتعليم أن يكون هذا الموضوع من أولويات الوزارة إذ إن المعلم هو الأساس وهو الركيزة وهو الأهم الأول في عملية التربية والتعليم، وقد كتبت في ذلك كثيراً ولن يتطور أو يتقدم التعليم ما دام المعلم يعمل في جو غير آمن، أكتب هذا الموضوع وكم كنت أتمنى أن يكون المجال مفتوحاً لأعطيه حقه الكامل لكن مساحة الصفحة لا تسمح واللبيب بالإشارة يفهم، أما لماذا أكتب عن هذا الموضوع؟.

وقد يظن البعض أنني معلم أدافع عن نفسي كما وصلني في ردود سابقة فأجيب أنني فعلاً معلم سابق أكتب هذا عن خبرة تامة فقد عملت معلماً في المرحلة الابتدائية ووكيلاً لمدرسة ابتدائية كذلك واعدادية وثانوية بل وحاضرت في الجامعات خلال مدة عملي وهي أربعون عاماً من 26-8-1386هـ حتى 1-7-1426هـ وتقاعدت من هذا التاريخ وعليه فإن حرصي الشديد على معلمينا هو الهدف كي يؤدوا رسالتهم تماماً ليخرجوا لنا جيلاً متسلحاً بالعلم والتربية والإيمان ليقود هذه البلاد مستقبلاً إن شاء الله إلى بر الأمان. أتمنى ذلك واعذروني على هذا التوضيح الممل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- د. صالح بن عبدالله الحمد