Tuesday 03/06/2014 Issue 15223 الثلاثاء 05 شعبان 1435 العدد

(مغسلة الأموات) بجامع الإمام فيصل بن تركي بمحافظة الزلفي تحتاج لنقلها لموقع آخر

تعتبر المساجد بيوت الله في أرضه ويكفيها شرفاً أن الله أضافها لنفسه في عدد من الآيات، والرسول صلى الله عليه وسلم حث على بنائها ورغب فيه.. فقد روى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من بنى مسجداً يبتغي فيه وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة)، والمرافق التابعة لهذه المساجد وخاصة الكبيرة منها لا تقل أهميتها عن هذه المساجد فمتى ما تم حسن الاختيار في مواقعها وتنفيذها فسوف تؤدي الدور الذي أوجدت من أجله بكل يسر وسهولة مما يبعث الأثر النفسي الطيب لدى جموع المصلين وقد اطلعت في هذه الصفحة على موضوع أثاره الكاتب حمد القاضي حول ضرورة وجود المظلات في المقابر، وأنا أقول أن مغسلة الأموات التابعة لجامع الإمام فيصل بن تركي بمحافظة الزلفي تمت إقامتها شمال الجامع مما سوف ينتج عنه آثاراً سلبية يبدوا أنها غائبة أو مغيبة عن أصحاب الشأن حيث الواقع يقرر أنه لا ضرورة لأقامتها بهذا المكان حيث يوجد البديل المناسب، من هذه السلبيات أن وجودها بهذا المكان سوف يؤثر على مستقبل الأراضي المجاورة والتي يفترض أن تكون نواة لوحدات سكنية ومحال تجارية وساحات شعبية تخدم المواطنين.

ومنها أن الأمر يتطلب عبور الجنازة ومرافقيها لشارع الملك خالد مرتين دونما أدنى ضرورة ومنها أنها ألغت فكرة توسعة شارع الملك خالد من الجهة الشمالية مستقبلاً، ولأن الأمر في بدايته والبديل المناسب موجود، حيث توجد أراضي بجانب المغسلة الحالية وهو الموقع المناسب في نظر الجميع فلماذا الإصرار وتجاهل الرأي الآخر؟.. والسؤال الذي يدور في الأذهان هل اختيار الموقع الحالي تم بناء على رأي فردي أو جماعي أو أنه إلزامي؟.. فإن كان فردياً فهذه نتيجة التفرد بالرأي وقصر النظر والنتائج السلبية لهذه الرأي ستظهر لاحقاً وعندما يصعب تلافي هذه السلبيات.. وإن كان الرأي جماعياً -ولا أظن ذلك- فتلك مصيبة لا يعلم مدى ضررها إلا الله، وقد ينعكس الدعاء من الناس إلى ضده على من قرر هذا القرار واختار هذا الموقع.. وإن كان إلزامياً بمعنى أن من تبرع بهذه الأراضي اشترط أن تكون مقراً لهذه المغسلة فلماذا يكون العمل الخيري مقيداً وملزماً بحيث لا يراعي المصلحة العامة.. معلوم أن الناس في الغالب لا يجمعون على خطأ والكل يرى أن موقعها الحالي غير مناسب إطلاقاً فلماذا لا يؤخذ بهذا الرأي.

يا بني قومي العمل عمل خيري والقصد التيسير على الناس وليس المشقة عليهم والمبنى القائم بالإمكان الاستفادة منه كمشروع تجاري يعود ريعه للمسجد والمرافق التابعة له.

من هذا المنبر الحر أناشد من يعنيهم الأمر الاستجابة لرغبات الناس المبنية على بعد النظر والاختيار الأفضل وأن يعمل بهذا المقترح تلافياً لسلبيات سوف تظهر بمجرد الانتهاء من بناء المسجد وبدء الصلاة فيه وأرجو تغليب جانب المصلحة العامة على الاجتهادات الشخصية حتى يؤدي المشروع الهدف المنشود. والله من وراء القصد،،،

أحمد بن عبدالعزيز السبت - الزلفي