Friday 06/06/2014 Issue 15226 الجمعة 08 شعبان 1435 العدد

قال: إن الجمهور يتابع الكليبات بأقدامه وإن سبب هبوط الأغنية الخليجية هو «جهل» الفنانين .. عدنان خوج لـ«الجزيرة»:

على فنان العرب أن يرجع لصوابه ولعبدالمجيد مؤخرًا «إخفاقات» وطلال فارس اللحن

الجزيرة - فهد الشويعر / تصوير - عبدالرحيم نعيم:

قال الملحن عدنان خوج: إن لديه أعمالاً كثيرة، لكنه محتفظ بها بحثًا عن الوقت المناسب والفنان المناسب، لأن أغلب الفنانين يسجلون في وقت قياسي في الوقت الحالي، وأحب الجلوس مع الفنان أثناء تسجيل الأغنية للتأكَّد من سلامة اللحن، وأيْضًا قد يخرج لنا شيء جديد أثناء التسجيل من صوت الفنان ونغيّر (الطبخة) كاملة.

وأضاف الدكتور عدنان أن هذا ما تعلّمه من دراسته ولم يتخذه سلطة على الفنان، وجلوسه معه وقت تسجيل الأغنية قد يغيّر من جملة في اللحن إضافة إلى مشاركة الفنان في الرأي.

وأردف خوج: ما أشاهده من الفنانين في الوقت الحالي سرعة التنفيذ، وهذا ليس معقولاً، ولهذا السبب الأغنية لا تعيش طويلاً وهذا يسمى عصر السرعة، والفنانون سريعون في الأداء والتنفيذ والأغنية هي في الأساس (طبخة) إن استعجلت بها احترقت، وأحب أن أتقن العمل، والأعمال دومًا ليست بالكم وإنما بالكيف، وأغنية واحدة مُتقنة أفضل من مائتي أغنية مستعجلة كما حاصل في الوقت الحالي.

وقال: أنا معتز بفني وما أقدم من أعمال أعدّها مثل أبنائي، ولا بد أن أعتني بها، ولا أحبذ أن أضع أولادي (أغانيه) في أيّ مدرسة، ولا بد أن اختار له المكان المناسب، وأضاف: لست على عجلة لأني أعطيت قبل ذلك كثيرًا ونجحت (على حد قوله) وغنى لي الكبار في الساحة الغنائية مثل محمد عبده وطلال مداح وفايزة أحمد وعفاف راضي وشريف وغيرهم.

وعن تعاونه الحالي مع ما تبقى من الجيل القديم أن عبدالرب إدريس ملحن وأنا معجب به عندما غنى من ألحان غيره مثل الملحن طلال في أغنيتين وخلال هاتين الأغنيتين أجاد طلال في الصيغة وألبس عبدالرب إدريس ثوبه وهذا يسمى في عالم التلحين (تفصيل) وعبدالرب فنان كبير وأستاذ، أما عن عبدالمجيد فقال: إن صوته يعجبني وجميل وأعجبتني أغنيته الأخيرة (الحظ جابك) للشاعرة ثريا قابل ودائمًا استمع لها في سيارتي.

وعن تعاونه مع محمد عبده قال: محمد فنان كبير وأتحفنا بأغانيه وهو أستاذ لي وأنا معجب بأغنية (واحشني زمانك) للشاعرة ثريا قابل.

وعن سبب تغيّر نظرته للملحن طلال قال: في الماضي كان يحمل فكرًا مختلفًا ولم أكن أفهمه لأنّه يقدم صيغة جديدة وهذا خطأ مني وليس منه، ولم استوعب ما يقدمه لأنَّه يقدم شيئًا جديدًا على الساحة، ويكفي أنّه أحدث علامات في الموسيقى السعوديَّة.

وعن أعماله الجديدة التي لم تر النور قال: لديّ العديد من الأعمال كما ذكرت لك ومنها عمل مع لطفي زيني وثريا قابل وإبراهيم خفاجي وغيرهم كثير من الشعراء وتركتها للوقت المناسب كما ذكرت وسيتم الإفراج عنها.

وأضاف لن يكون تعاوني مقتصرًا على جيل معين من الفنانين لأن الفن ليس له وطن ولا عمر وأصبح اسم الفنان بالنسبة لي ليس كل شيء والأهم الأغنية نفسها والصوت، ولم يُعد في الساحة أسماء كما كانت من قبل، والآن أصبحت الأغنية الجديدة هي من تفرض الفنان وليس العكس وحتى لو كان الفنان غير معروف، وأول مرة يغني ستبحث الناس عنه لأن العمل الذي قدمه جيد.

وقال عن الفنانين الجدد الذي يَرَى فيهم أمل الأغنية ويمكن التعاون معهم أن هناك الكثير ومنهم عبدالمجيد عبد الله وطلال سلامة وهذان من الأصوات التي أحبها، لكن عبدالمجيد عبد الله له إخفاقات مؤخرًا والفنان لا يمكن أن يقدم لك في مشواره أعمالاً حلوة فلا بُدّ من نجاح وإخفاق وعبدالمجيد لا بد أن يتروّى في اختياراته كي يقدم عملاً ناجحًا، ومع هذا عبدالمجيد صوت جميل وعزفه جميل وهو أمل الأغنية السعوديَّة برأيي.

وأضاف حول ما تردّد عن خليفة لفنان العرب محمد عبده لا يوجد فنان مثل الآخر محمد عبده لون مختلف وعبدالمجيد لون مختلف تمامًا، محمد عبده أستاذ كبير مخضرم يقدم الأغنية الخفيفة والثقيلة وأعجبت بأغنية محمد عبده (بعلن عليها الحب) للملحن طلال، لأن هذا اللحن دسم وقوي ومحمد عبده أذكر حين غناها في الحفلة الأخيرة أعطى الأغنية حقها كما نعرف عن محمد عبده في السلطنة.

وتطرَّق في حديثه إلى أن الفنان راشد الماجد ورابح صقر زملاء وأخوان وحبايبي وهم فنانون ناجحون بما يقدمونه وأتمنّى لهم التوفيق. وشبّه الأغنية الحالية بـ»الصيني» لهذا تنكسر بسرعة ولا تجد من يتذكرها بعد طرحها في الأسواق لفترة بسيطة ولا بد أن نغيّر نوعية الأغنية الحالية.

وحمّل خوج الشعراء تدنِّي مستوى الأغنية وقال: تدنّى مستوى الكلمة وتدنّى معها كل شيء لأنّها هي الأساس في الأغنية، فطبعًا الملحن ماذا بيديه أن يفعل وفي الوقت الحالي نجد في المئة شاعر واحد جيد.

وأضاف أن فنان العرب محمد عبده هو الأمل الباقي للأغنية وأمثله (بالبقية) وهذه أكله إسبانية ونحن نأكل منها من محمد عبده فنيًا. وأسهب أن الفن لا يقف على فنان واحد أو لون واحد ولا نجزم بأن الكل يجمع على محمد عبده أو طلال مداح ولا عبدالحليم حافظ ولا أم كلثوم، فالحياة الفنيَّة مستمرة بمن فيها ولا بُدّ أن يثبت الفنان نفسه، وهذا هو ما نبحث عنه في الفنان الخليجي.

وقال: إن مكونات الأغنية تبدأ من الكلمة وهي الأرض لكل بيت وإذا كانت جيدة سيصبح اللحن جميلاً خصوصًا إذا كان من ملحن مخضرم ويبقى الصوت ومهما كان الصوت بشعًا ستنجح الأغنية وهذا ليس تهميشًا لصوت الفنان، ولكن بجلوس الملحن مع الفنان سيُؤدِّي كما يجب، ولو اكتملت العناصر الثلاثة ستخرج لنا رائعة.

وفي العصر الحالي أصبح المُتلقِّي يسمع بعينيه و»أقدامه» طبعًا هذا من خلال الفيديو كليب لأنهم يودّون التراقص ومشاهدة ما يمتعهم ولا تهمهم الكلمة التي يسمعها.

وقال خوج: إن فارس اللحن في عامي 2013-2014م هو الملحن طلال ومعجب به كثيرًا وأراهن عليه في المستقبل للأغنية، ومؤخرًا حصلت على عمل للشاعر لطفي زين عن طريق زوجته (قمر) وهي قدمته لي بعد وفاة زوجها وهو كلام حجازي وللمعلومة الكلمة الحجازية اندثرت ولم يكافح لها إلا ثريا قابل، ولا بُدَّ أن تكرّم وهي من الفطاحلة في كتابة الأغنية الحجازية وأيْضًا الشاعر ياسين سمكري وياسين كبر في العمر وإبراهيم خفاجي أيضًا.

وأكَّد عدنان خوج أن تدنِّي مستوى الأغنية تتحمَّله الحكومات لأنّها هبطت بعد أن تخلت عنه ففي الماضي عندما كان الفن تحت لواء الحكومات فلا تخرج لنا أغنية إلا بعد أن تجاز كلماتها ولحنها وصوت الفنان وهذا يتم من خلال لجنة للنصوص والألحان والأصوات، وتَمَّ تصنيفي كملحن درجة أولى في مصر، وهناك تصنيف آخر وهو ملحن عادي وملحن ممتاز وأجر كل درجة في كلِّ تصنيف يختلف عن الآخر وهذا ينطبق على المؤلِّف والفنان نفسه وهذا كان مطبقًا في السعوديَّة ومصر وتونس والكويت ولبنان وهذه البلدان هي التي كانت مهتمة بالفن، وعند انتفاء هذا التصنيف أصبحت الكلمة (شخابيط) ومن هذا خرج شعبان عبدالرحيم كفنان وأيْضًا كان أحمد عدوية مرفوض من دخول الإذاعة والتلفزيون أصبح حاليًّا نجمًا وهذا بسبب تخلي الحكومات عن الفن ولنا مثال أيْضًا الفن العراقي كيف كان وكيف أصبح الآن؟

وعن هبوط الأغنية الخليجيَّة في الآونة الأخير قال: هذا يعود لجهل الفنانين الخليجيين لأنهم سلّموا أنفسهم للموزعين الموسيقيين وهذا المسمى جديد علينا والموزع هو من ساهم في هدم الأغنية الخليجيَّة وما يقوم به الموزع حاليًّا يجلب تيمة يونانية وتيمة تركية ويضيف لها «درامز» والأغنية في الأساس بسيطة ويتضح لك من هذا عندما تسمعها من الفنان بالعود فقط تستمتع بها ولكن عندما تسمعها بموسيقى كاملة تنزعج، وهكذا لم تصبح أغنيتنا عربيَّة بعد تدخل الموزعين وأصبحت غربية وذهبت هويتنا وأصبحنا نسمع جملاً يونانية وتركية وإيرانية وأيرلندية ومكسيكية، من هذا الحديث دعني أروي لك حادثة قالها لي فنان العرب محمد عبده الله يعطيه الصحة والعافية يقول: إنَّه ذات مرة أخذ والدته معه لحفلة سيقيمها في مصر وأجلسها في الصفوف الأولى، والموزع حينها عمل له توزيعًا جديدًا لأغنية (أيوه) ولم تكن مناسبة كما العادة، وقالت والدة محمد عبده لابنها حينها: هذه الفرقة صارت تلخبط معك، ليتك أحضرت فرقة جدة لكان أجادت اللحن، وهذه الحادثة منذ ما يقارب خمسة وعشرين عامًا وهذا دليل على أن التوزيع قد «يُخرب» الجملة اللحنية البسيطة، ومن خلال صوت (الجزيرة) أطلب من الموزعين بأن يخففوا على الفنانين لأن حاجتنا في الوقت الحالي للزم ولسنا بحاجة توزيع.

وتمنى الملحن عدنان من وزارة الثقافة والإعلام أن تهتم بالفن وناشد الأستاذ عبدالرحمن الهزاع أن يقدم فرقة موسيقية جيدة وتطعم بعناصر سعودية يتعلمون مع الوقت ومدرِّبين يدربون الفنانين السعوديين الذين لا يعرفون عزف التشيللو، وهذه أيْضًا تتيح فرصًا وظيفية لشبابنا للعمل في وزارة الثقافة والإعلام ويخرج لنا مع الزمن فنانون جيدون وعازفون من أبناء الوطن، يخافون على فنهم وتراثهم، وأيْضًا يخدمون الأغنية الوطنيَّة.

وعلّق على قلّة ظهور الفنان السعودي في الحفلات أن هذا بسبب تحوَّل الفن إلى (بزنس) هدفه المادّة فقط وبعدم الاتفاق على المال يتوقف كل شيء، وهذه معادلة مهمة (المادّة ضد الفن والفن ضد المادّة) المادّة تقتل الفن، ولو تلاحظ أن أغلب الفنانين الذين ماتوا هم فقراء تجد أنهَّم قدَّموا فنًا راقيًّا ومن عمل تركة لا تجد لهم فنانًا عايشًا، ومثال على هذا طلال مداح وأتمنَّى من فنان العرب «أستاذنا» محمد عبده أن يقدم لنا فنا لأنَّه تاريخ وهو الهرم الخليجي والمفروض أن يرجع لصوابه، ولا شكَّ أن محمد قدم لنا أغاني جميلة وهو ماهر في خدمة الأغنية إذا أراد أن يخدمها وأمثل هنا بأغنيتي (بعلن عليها الحب) و(واحشني زمانك) فهما أغنيتان حجازيتان وناجحتان والدليل أن الكثير من المنشدين يغنون بهذا وهذه ذكرتني بأغنية عبدالحليم (قولوا له الحقيقة) كانوا يتغنون بها في الموالد، ومحمد عبده لديه أغان جميلة لا يخدمها وعلى عجل يقدم لنا ألبومًا جديدًا، ولا تأخذ الأغنية حقها من صوته ويتركها وأتذكر محمد عبده في الماضي كان يخدم الأغنية سنتين وثلاثًا والآن أصبح يغنيها مرة واحدة وينساها، وهذا يعود لكثرة ما يقدم من أغانٍ، وليس لشركات الإنتاج دخل في هذا لأن الفنان الجيد يفرض نفسه ويحرص على ذلك، وانا كمستمع أطالب محمد عبده أن يقدم لي شيئًا جميلاً، وأن يخدم أغانيه لأنّه أستاذ، ويقدم الأغنية في كلِّ حفلة بشكل ولون وكل واحدة أجمل من الثانية، ومثلاً أغنية (بعلن عليها الحب) بالرغم من أن محمد عمر قدمها سابقًا إلا أن محمد عبده كانت بصوته شيئًا آخر.