Saturday 07/06/2014 Issue 15227 السبت 09 شعبان 1435 العدد

الأيام لا تعود .. إبداع من عرعر

انتهيت لتوي من قراءة رواية (الأيام لا تعود) للكاتب الأستاذ سعيد شهاب الصادرة من دار (مدارك للنشر)، وهي الرواية الثانية للكاتب بعد روايته الأولى (صدا) التي صدرت العام الماضي، ورواية (الأيام لا تعود) هي تاريخ إنساني لحقبة زمنية كانت فاصلة في تحول اسر من حياة البداوة والتنقل بين المراعي والبحث عن الماء والكلاء إلى حياة المدينة أو القرية فقد كان أبو هزاع وعائلته محور أحداث الرواية، واستطاع المؤلف

بحرفية تحريك شخصيات الرواية وفقاً للحدث الذي يتذبذب بين تفاصيل صغيرة جداً ودواخل نفسية مهمة يليها جدالات صافية بأن الرواية تنقل القارئ من موقع إلى آخر ومن زمن الى آخر بتسلسل مقنن وأدوات ربط تحصل من المشاهد المتعددة مشهداً واحداً متكامل.

الرواية فيها الكثير من الحبكات الفنية المكتملة والمفاجآت غير المتوقعة التي تنتهي بلحظات تنوير كثيرة ولكنها غير محلله وغير نمطية.

أعتقد أن غزارة الأحداث المبنية على تعدد الشخصيات أملت على المؤلف أن يستخدم نظام الفلاشات خصوصاً المراحل الأخيرة من الرواية، حيث أخذ يتنقل بين الدمام وعرعر والكويت والبادية بما يشبه الفلاشات، ولذلك اجمل كثيراً في خواتم القصة التي يعي مصير

بعض شخصياً متروكاً لنهايات مفتوحة يستنتجها القارئ.

لقد استمتعت كثيراً بقراءة هذه الروية ورأيت فيها الكثير من تفاصيل التحول البشري المعاصر وكذلك رؤية هذه المجاميع البشرية وتعسرهم للقضايا وكيفية حلهم للمشكلات.

كنت أتمنى أن يكون تنظيم القصة الشكلي اكثر تناسقاً مع نقلات الأحداث أو الشخصيات وان تكون على شكل أبواب غير مرقمة حتى تكون نقلات أوراق القصة متوافقة مع نقلات أحداثها ولا شك أن ضغط الوقت والجهد المبذول في وجهة الرواية وكثرة أحداثها ربما فتت الفرصة على المؤلف والناشر لتدارك مثل هذا الأمر الذي بالتأكيد لا يعيب من جماليات الرواية ولا ينقص من قيمة أحداثها.

كل الشكر لهذا الإبداع من الكاتب سعيد شهاب ونأمل أن يكون القادم قريب واجمل كما هي التوقعات والله الموفق.

د. محمد العطيفي - الرياض