Monday 09/06/2014 Issue 15229 الأثنين 11 شعبان 1435 العدد
09-06-2014

بكاء الشيخ «الكلباني»!

للشيخ الكلباني مكانة خاصة عند الكثير من الشعب السعودي، لكونه من نجوم المجتمع الذين كسروا القوالب المتعارف عليها عن شيوخ الدين، بل وخرج كثيراً عن جميع القوالب في بعض تغريداته وتصريحاته وآرائه ذات الجرأة الواضحة بل المتهورة أحياناً، الشيخ عادل الكلباني يعتبر من أوائل المشايخ الذين حاولوا إبراء ذمتهم تجاه مسؤوليتهم عن مجتمعهم بصفتهم رجال دين - كما يصفون أنفسهم أو كما يصفهم المجتمع أو أتباعهم -،

دخل الكثير من المعارك هنا وهناك ولم يعرف أحد ما آلت إليه نتائج هذه المعارك، كما هو معروف في جميع المعارك التي يدخل بها بعض شيوخنا، فنتائجها جميعها دون نتيجة حتى لو كانت معركة قضائية تدور رحاها بين أروقة المحاكم.

الشيخ الكلباني من شيوخ الشهرة الذين استطاعوا الحصول على طرق فك شفرة الشهرة المستعصية على الكثيرين، سواء عن قصد أو علم أو بغير علم وهذا ما أرجّحه وأعتقده، كون الشيخ يبدو أنه «على باب الله» أو بمعنى آخر «على البركة»، المهم أنّ الشيخ الكلباني أصبح يملك شهرة لا بأس بها لكنها لاتزال أقل بكثير من منافسيه الذين يمثلون له خطاً منافساً لم يستطع تجاوزه لعدة أسباب وظروف يعرفها الشيخ نفسه معرفة تامة وقد صرّح وألمح ببعضها، ويعرف أنّ بعضها الآخر غير قابل للتصريح!، أقوى رسائل الكلباني عبر حسابه على تويتر مقولة: «كثيرون يستخدمون الإسلام، وقليل يخدمونه!» وهي مقولة تفتح باباً كان لسنوات طويلة لا يمكن فتحه، فليس هناك من يتجرأ أن يشكك في كل من يستخدم الإسلام لتحقيق مصالحه الشخصية، وهذا مما يدفعنا للتساؤل عن المقطع المصور الأخير الذي صوره موقع الكلباني نفسه، يظهر فيه الشيخ وهو يبكي عند حديثه عن صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا نشكك في صدق تلك الدمعات الخاشعة، لكننا نستغرب عرضها في موقع الكلباني، حيث إنّ ما تعلّمناه في أول ما تعلّمناه عن الدين، أنّ أصدق العمل وأكثره احتمالاً للقبول عندما يكون سراً، والعلن هو العدو الأول لجميع الأعمال الصالحة التي يرجى بها وجه الله سبحانه وتعالى، خصوصاً أنه لا مجال لاعتبارها من باب حث الآخرين أو تعليمهم أو تحفيزهم! لكن المعادلات تغيّرت فأصبح يجوز لبعض الشيوخ ما لا يجوز لغيرهم!

Twitter: @sighaalshammri

مقالات أخرى للكاتب