Tuesday 17/06/2014 Issue 15237 الثلاثاء 19 شعبان 1435 العدد
17-06-2014

ثورة العشائر العراقية وليس تحركاً لداعش فقط

تحاول كل من إيران وحكومة نوري المالكي وأمريكا، حصر ما يحصل في العراق بأنه هجوم لمليشيات داعش، وأن ما حصل من اجتياح للمحافظات السنية من تدبير داعش وحدها، رغم أن كل الدلائل ووقائع الأرض وتحرك القوات المهاجمة وعدد المقاتلين المناهضين لحكومة نوري المالكي تشير إلى عدم قدرة داعش على حشد كل هذه الأعداد من القوات.

الآن وبعد أن أخضع المحللون والمراقبون العسكريون كل ما جرى خلال الأيام الماضية بدأت الأمور تتضح وتكشف هدف المالكي وإيران وحتى واشنطن أسباب نسب كل ما جرى إلى داعش.

الشيخ علي الحاتم المتحدث باسم عشائر الدليم يؤكد بأن نسبة مشاركة مقاتلي داعش في (ثورة العشائر) لا تتعدى السبعة بالمائة، وأن المقاتلين الآخرين يتكونون من أبناء العشائر، وأفراد الجيش العراقي السابق، بالإضافة إلى فصائل وكتائب تحارب قوات نوري المالكي التي ظلت منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003م تحمل السلاح ولم تحل وحداتها ومن بينها النقشبنديين وثوار ثورة العشرين، وأن الذين يقودون المعارك ضباط من الجيش العراقي السابق، وأن ظهور داعش في الواجهة ورفع راية داعش هو الذي أعطى انطباعاً بأن داعش لها الأكثرية، وهو غير الحقيقة، هذا ما يقوله الشيخ علي الحاتم الذي يعد المتحدث باسم عشائر الدليم، وقد أيده في هذا العديد من المحللين العسكريين والإستراتيجيين الذين يرون أن الانتفاضة الحالية لأهل السنة في المحافظات الغربية والشمالية قد أعد لها بعناية منذ أكثر من عام وأن قيادة مشتركة تكونت من جميع الفصائل والجماعات وجدت أن لا خيار لها في مواجهة تعنت حكومة نوري المالكي وإيذائها للمواطنين في تلك المحافظات إلا باللجوء إلى الثورة الشعبية، وقد أدى ارتكاب جرائم القتل الجماعي في ساحات التظاهر والاحتجاج مثلما حصل في الرمادي والحويجة وغيرها من مناطق أهل السنة التي شهدت احتجاجات وتظاهرات والتي اقتحمتها قوات نوري المالكي إلى أن يلجأ أبناء تلك المناطق إلى أي قوة لإنقاذهم من ظلم المالكي وحلفائه سواء الإيرانية أو الأمريكية ولذلك حصل تحالف بين كلا القوة المعارضة بما فيهم داعش، وتجمع تحالف (ثوري) ضخم كانت بوادره تتشكل منذ أيام تجمعات الاحتجاج في الساحات، وإن تلقفت داعش الفرصة فإن الذي أوجد المناخ وأتاح هذه الفرصة هي أفعال نوري المالكي التي شجعها الإيرانيون وصمتوا عنها الأمريكيون، وإذ كان العرب قديماً قد قالوا إن الغريق يتعلق بقشة، فإن أهل المحافظات الغربية والشمالية الذين ذاقوا الويل من أفعال المالكي لم يترددوا في التعاون مع داعش والبعثيين وغيرهم لأن حتى هؤلاء ما كان لهم أن يظهروا لو أحسن المالكي عمله وتعامل مع العراقيين جميعاً بالحسنى والحكم الرشيد.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب