Tuesday 17/06/2014 Issue 15237 الثلاثاء 19 شعبان 1435 العدد

سجوننا بيئة للتأهيل والتدريب والإصلاح

محمد بن عبدالعزيز اليحياء

النظرة السابقة القاصرة والخاطئة على سجوننا تغيرت ولله الحمد والمنة قولاً وعملاً، حيث تحولت السجون بفضل من الله ثم بجهود الدولة أعزها الله ونصرها على من يعاديها إلى أماكن تأهيل وتدريب وإصلاح، حيث تضافرت الجهود من الجميع لتحقيق ذلك وبمشاركة العديد من القطاعات ذات العلاقة، ومنها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والمديرية العامة للسجون وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من القطاعات بهدف تحقيق توجه الدولة الذي يهدف الى جعل السجون بيئة إعادة تقييم وتوجيه للسجين، وجعله عنصرا فاعلا ومؤثرا في مجتمعه من خلال تأهيله وتدريبه وإصلاحه حيث تقوم كل جهة من تلك الجهات بدورها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تدربه وتؤهله لتعلم مهنة شريفة تبعده عن طرق الضياع والإدارة العامة للسجون تحذره من الطريق السيئ الذي سلكه سابقا، وأن الطريق لا زال امامه للتوبة والعودة للطريق القويم، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تذكره بالعقوبة الربانية في الآخرة اذا استمر في طريق الضياع، وأن السجن ما هو الا عقوبة دنيا وعقاب الآخرة أشد، كما تذكره أن طريق التوبة لا زال مفتوحا لكي يكون مواطنا صالحا وعليه أن يستغل الفرص العديدة التي تقدمها له الدولة لكي يكون ويعود مواطنا صالحا،كما أن الدولة ومن خلال المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تمنح السجين شهادة تدريبية لايذكر فيها أنه حصل عليها في مكان معين بل شهادة كحال الأشخاص العاديين في المعاهد خارج السجون كل ذلك حرصا من الدولة على أن يكون سجله نظيفا والشهادة إحدى هذه الطرق الموفقة للإصلاح والتوجيه داخل السجون.

عندما تتاح لك الفرصة لزيارة أحد سجوننا وترى كيف تحولت تلك العنابر لمصانع وورش للرجال بإشراف مدربين سعوديين مؤهلين من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لكي يجدوا بعد انتهاء محكوميتهم من خلال الشهادة التي يحملونها الفرصة للعمل الشريف إما بالعمل لحسابه حيث يمنح قرضا من الدولة لكي يفتتح محلا خاصا به أو العمل لدى القطاعات الحكومية والخاصة التي يجب عليها التفاعل مع توجه الدولة بتوظيف أولئك الخريجين لكي نبعدهم عن طريق الضياع.

كما أن الدولة أعزها الله من خلال تلك الجهات لم تغفل جانب الترفيه للسجناء حيث تقام النشاطات الرياضية والثقافية وكذلك المسابقات والحفلات الختامية وفي مقدمة النشاطات مسابقات حفظ كتاب الله الكريم، وهناك ميزة تمنح لمن يحفظ كتاب الله وسلوكه طيب فإن ذلك يسهم في تخفيض مدة محكوميته.

كل هذا وذاك تسعى الدولة من خلاله لإعادة السجين للطريق القويم وطريق الخير والصلاح والعطاء والخير لكون الدولة أعزها الله ترى السجين مواطننا مال عن طريق الصواب وبالإمكان عودته للطريق الصحيح إذا أحسن التوجيه والتعامل.

في الورش الخاصة والعامة نرى أعدادا من أولئك السجناء اليوم يمارسون عملهم بكل جد وحيوية وأمانة وصدق بعد ان انتصروا على الشيطان سواء ا لإنسي أو الجان، ويعيشون حياتهم شاكرين الله ثم الدولة على ما هم فيه.

إن تجربتنا الرائدة في السجون التي تعتبر ناجحة وسوف تستمركذلك متى ما استشعر الجميع دورهم وتقبلوا أولئك السجناء وفتحوا لهم قلوبهم ورحبوا بهم للعمل ومنحوهم الثقة انطلاقا من توجه الدولة اعزها الله بالإسلام.

ومن خلال التقائي بالأستاذ عبدالله ناهض وكيل معهد التدريب الصناعي المهني الأول فرع سجن وإصلاحية الحائر ذكر لي أن تجربتنا السعودية في السجون كانت محل تقدير واهتمام العديد من الدول التي اطلعت عليها لكونها ولله الحمد والمنة تجربة متميزة ورائدة وهذه التجربة لولا توفيق الله ثم اهتمام الدولة لما وصلت الى ما وصلت اليه اليوم حيث أصبحت سجوننا مصانع للرجال والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تسعد أن تسهم في هذا المشروع الجبار الذي يهدف لبناء الإ نسان حيث تضع يدها بيد المديرية العامة للسجون لتحقيق توجه الدولة لتحويل سجوننا لدور تأهيل وإصلاح وتدريب.