Saturday 21/06/2014 Issue 15241 السبت 23 شعبان 1435 العدد
21-06-2014

السياحة إحساس يا ناس!

حين تخرج من منزلك قاصداً النزهة داخل حدود مدينتك، أو السياحة خارج بيئة منطقتك التي ألفت أدق تفاصيلها إلى مناطق أخرى من الوطن أو دول قريبة أو بعيدة، فأنت تحاول مثل الآلاف غيرك كسر الروتين اليومي الكئيب الذي اعتدت عليه، أو الظفر بنسمات عليلة تعيد لجسدك المهدود الحيوية، أو الفرجة على المناظر الطبيعية الخلاّبة، أو تنمية ثقافتك بالاطلاع على ما لدى غيرك من معارف وآثار وعادات وتقاليد وفنون ومسارح وسينما وسيرك وعروض تنتزع الدهشة، أو الاسترخاء على أحد الشواطئ الهادئة للاستمتاع بجمال البحر وإعادة برمجة التفكير وتنمية الخيال، أو الذهاب إلى المدن التجارية للتسوق وقضاء الأوقات الطويلة في مطاعمها ومقاهيها الجميلة

.. هذه بعض من الأغراض السياحية لدى شرائح واسعة من الناس وغيرها كثير، ما يعني أن لكل سائح وليس لكل عائلة فقط احتياجاته الخاصة به، والسياحة الناجحة هي التي تلبي كل احتياجات الناس أو معظمها.

من يخرج من منزله وحيداً أو مع عائلته أو أصحابه يبحث بالتأكيد عن لحظات من الإحساس الجميل بمتع دنيوية أباحها الله للبشر.

لو أردنا تطبيق هذا الكلام على السياحة السعودية فهل سياحتنا التي نفخر ونفاخر بها تلبي كل هذه الاحتياجات، وإذا كانت كذلك فهل تشعر كل فرد بالإحساس الجميل الذي يبحث عنه، ومن آثار هذا الإحساس الذي أقصده أن يعود الفرد إلى منزلة مترعاً بالسعادة يكاد يطير من الفرح، يعود وقد غسل كل أدران الملل والسأم والضجر والطفش ليمارس حياته بنشاط وحيوية؟.. هذا سؤال عريض وإجابته متشعبة تحتاج لصفحات، لكن دعونا نسلم بحقيقة، وهي أن السياحة السعودية تنطلق من فرضية لعلها من الأسباب الرئيسة لإخفاق معظم برامجها، إذ تصمم معظم برامجها بنمط واحد فتأتي منسوخة تتكرر كل عام، نفس البرامج والمسابقات وحتى الأكلات الشعبية التي حفظنا أشكالها وألوانها وميزنا مذاقاتها وروائحها منذ الصغر، والملابس القديمة تعرض بنفس الطريقة، والسيارات القديمة والألعاب الشعبية ومثل هذه الأشياء مكانها الطبيعي المتاحف تعرض فيها طوال العام أمام من يريد الإطلاع عليها لأول مرة من الزائرين، والفرق الإنشادية أو الشعبية والتي تعرض اجتهاداتها العشوائية أمام الناس منذ سنوات طويلة، وكل هذه الفعاليات تعرض في أماكن ضيقة محشورة تفتقد لأبسط الخدمات، صحيح أن لمثل هذه البرامج السياحية جمهوراً لكن كم عددهم وما نسبتهم؟.. أغلب من يملكون الإمكانات لا يمرون تلك الأمكنة ولو من باب المجاملة.

معظمهم يهربون لقضاء إجازاتهم في الخارج، حتى المشرفون على تلك المناشط ربما أكثريتهم ينتظرون نهايتها بفارغ الصبر كي يلحقوا بالجموع المغادرة إلى خارج الحدود، رغم أن بعضهم يدافع عن السياحة المحلية بحماسة يحسدون عليها لكن القول شيء والفعل شيء آخر، فإذا كانت السياحة كما يعتقدون فلماذا لا يقضون إجازاتهم في ربوع بلادي؟

.. لا ننكر أن هناك جهوداً لكن رغم ذلك لا تلبي السياحة المحلية احتياجات معظم السياح.

تذهب لتحس بالراحة والمتعة والتغيير والنشاط والحيوية والفائدة فتعود وقد فقدت كل هذه الأحاسيس، لماذا؟ أنقل هنا وجهات نظر الأكثرية المغادرة شرقاً وغرباً للبحث عن تلك الأحاسيس، فهل تحاول هيئة السياحة تحليل هذا السؤال، لعل هذا يكون مدخلاً لبثّ تلك الأحاسيس في سياحتنا الداخلية مستقبلاً؟

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب