Sunday 22/06/2014 Issue 15242 الأحد 24 شعبان 1435 العدد
22-06-2014

لا تعارض السعودية!

بين كلمات سعود الفيصل وآخر كلمة للرئيس أوباما أقل من 24 ساعة.كان ذلك تحديا يوم الخميس الماضي.

أوباما اتفق مع كلمات الفيصل، بل وقدم إشارات جديدة لصيقة بخط الدبلوماسية السعودية فيما يتعلق بالعراق.

وفيما كانت الطائرة الملكية تستعد للإقلاع صوب القاهرة، في عصرمصر الجديد، حيث اختاركبير العرب خادم الحرمين العبور من قاهرة العرب وإليها، بعد تتويج الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، وعودة مصر القوية للأمن العربي، والترحيب الرسمي والاستثنائي المتوقع بأول زيارة عالية لمصر بعد الثورة، احتفاء بعودتها للصف والواجهة العربية...

كان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يعلن أن رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته نوري المالكي هو من قام بتأجيج الطائفية في العراق، وقال الفيصل «سياسات المالكي الطائفية هي سبب تدهور الوضع في العراق، إذ تعاملت حكومته بشكل سيئ مع بعض المناطق، واحتفاظ المالكي بكافة المناصب قوض قدرة الجيش العراقي». ناصحاً في الوقت ذاته رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته باتباع نهج المملكة في مكافحة الإرهاب..

وشدد وزير الخارجية السعودي على ضرورة محاربة السياسات الطائفية التي أدت إلى الفتن في بعض الدول. مؤكداً في الوقت ذاته على إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. و أن المجتمع الدولي فشل في إيجاد حل للأزمة في سوريا.

تبعه الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكد أن ما يجري في العراق هو حرب أهلية على نطاق واسع، وأن المطلوب هو قيادات تثق ببعضها البعض. وهو نفس الوصف الذي قالها وزير الخارجية قبيل كلمة اوباما.

وفي ذات الاتجاه السعودي أشار أوباما الى سوء إدارة المالكي ملمحا الى طائفيته، وأوضح أنه يوجد انقسام كبير بين السنة والشيعة والأكراد، وأن تزايد الخلافات يعمق الأزمة، ملمحا إلى أن السنتين الأخيرتين كانتا الاسوأ ولدى السنة شعور بالتهميش.

اوباما الذي رفض التدخل العسكري الامريكي، -والذي اعلنت السعودية معارضتها القاطعة له، قال: إن التدخل «المباشر» سيؤجج المنطقة ويشعلها.

وفي سياق النصح السعودي قال الرئيس «تحدثنا مع نوري المالكي وأبلغناه بضرورة تجاوز الخلافات من خلال جدول أعمال، وبدء حوار داخلي في العراق».

نحن نتحدث عن بوصلة سعودية دقيقة وواضحة قي قراءة اتجاهات الأحداث من القاهرة التى حل فيها كبير العرب ضيفا خاصا وتاريخيا، للاحتفاء بالعصر الجديد ووقفة ملك العرب التاريخية الى جانب سلامة وأمن ووحدة اراضي مصر، ضد «الفوضى والخراب».

وصولا الى سوريا التى دعي فيها الرئيس أوباما اخيرا الى توجه لتسليح المعارضة المعتدلة، وهو ما دعت اليها السعودية مبكرا من أجل مواجهة آلة القتل الاسدية المدعومة ايرانيا بشكل مباشر ومعلن..

والآن القصة الأهم العراق، وحين نقول: إن الدبلوماسية والقراءة السعودية هي الأدق للمنطقة فإننا نتحدث عن وقائع تفوق تجعل الرياض في صدارة المشهد العربي والإسلامي وموجهة له، ومركز ثقة دولية اقتصادية وسياسية ورمزية لعمق ديني، وهذا ما قصده الامير سعود الفيصل وهو يوجه نصيحة لدكتاتور العراق الطائفي نوري المالكي بألا يعارض السعودية». وهي نصيحة تستحق ان يسمعها الجميع،

في الداخل قبل الخارج..!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب