Monday 23/06/2014 Issue 15243 الأثنين 25 شعبان 1435 العدد

«كاد المريب أن يقول خذوني»..!

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطلعت على ما نشر يوم الخميس 21 شعبان 1435هـ الموافق 19 يونيو 2014م في العدد 15239، عنوان جاء في الصفحة الرئيسية للصحيفة بالبنط العريض: «الولايات المتحدة: تهُّجم المالكي على المملكة عدائي وغير صحيح « ولي مع أبعاد ذلك التصريح - قراءة عامة - لما جرى ويجري في أرض العراق وسأوجزه في النقاط التالية:

(1)

العنوان أعلاه هو مثل عربي عبّر عنه واستشهد به الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية - رعاه الله - تجاه الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد عقب تصريحاته العدائية اتجاه المملكة إبان ترأسه الجمهورية الإيرانية، وقد أنهى نجاد مهمته السياسية دون تحقيق أي نتائج إيجابية تذكر أو قد تحسب له في تاريخه السياسي سوى مزيدا من العداء والكراهية والاستعداء لدول المنطقة، وهما وجهان لعملة واحدة.

(2)

رئيس النظام العراقي الشيعي المذهب والإيراني العرق نوري المالكي بدأ يثرثر ويرمي التهم يمنة ويسره دون تمحيص أو تأمل وهذا حال المريب دائماً، وهو دلالة على أمرين مهمين وهما: الأول فقدانه لزمام إدارة نفسه بتهمه الملفقة على قيادة المملكة وشعبها، ثانيا عجزه عن إدارة الأزمة الحالية في بلاده مما دفعه لمحاولة الإسقاط على الآخرين، وهذا ما سيجعل عجزه يزداد عمقاً واتساعاً، وذلك لأنه يستطيع أن يتهم كل أحد ما عدا ذاته المتمثلة في إدارته السياسية وهذا (الإسقاط) يسمى في علم النفس حالة «الإنكار» ويفسر الإنكار بأنه

«وجود مشكلة لدى الشخص مع عدم اعترافه وإقراره بوجودها رغم معاناته منها» وحالة الإنكار هذه تعود غالباً لسببين: أحدهما التعالي والكبر فيرى أن إقراره ضعفاً والآخر يعود للانغلاق الفكري الذي يعاني منه الإنسان بعدم الاستفادة من أفكار جديدة لحل مشكلته والتحديات التي تواجهه.

(3)

ما يجري في العراق حتماً هو احتقان سني أفرزه تهميش استمر ثمان سنوات تجاه أهالي وقبائل وأطياف الشعب العراقي وبخاصة أهل السنة، وليس هناك توقعات تخمينية لنهاية ما يجري سوى أنها محاولة انطلاق شعبية لاسترداد الحق المغتصب والبحث عنه بإسقاط وإطاحة المتسبب في إثارته وإيجاده، فقد كانت مؤشرات خبث وحماقة وطيش نوري المالكي بارزة منذ اختياره لموعد إعدام «صدام حسين» في يوم عيد الأضحى المبارك، وهو تعبيرا للحقد الدفين للسنة وأتباعها، وإلا هل يتجرأ لمثل ذلك سياسي يحاول إرضاء من تحت حكمه من جميع الطوائف؟.

(4)

مظاهر الارتباك والخوف ظاهرة في تصريحات واجتماعات المالكي الأخيرة، لأنه يعلم حقيقة بغيه وظلمه وسعيه الدوؤب ومخططاته الخفية منذ أن تولى رئاسة العراق لتهميش الدور السني والعروبي إلى درجة إخفائه عن معالم ومواقع الإدارة السياسية المؤثرة، ولأن الإنسان العراقي شجاع بفطرته التاريخية المشهودة له عبر العصور لذا ستكون نهاية المالكي وأتباعه أعظم وأقسى من أن نتنبأ بما ستحول إليه إيمانا بقوله تعالى «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» وإيمانا بقوله تعالى «ويمكرون والله خير الماكرين» وإيمانا بقوله تعالى «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله».

لذا نقول للمالكي وجماعته ما قاله عرّاب السياسة الخارجية الأمير سعود الفيصل للرئيس الإيراني « كاد المريب أن يقول خذوني».

- عبدالحميد جابر الحمادي