Tuesday 24/06/2014 Issue 15244 الثلاثاء 26 شعبان 1435 العدد
24-06-2014

الخارجية الأمريكية: هناك انهيار في بنية الأجهزة الأمنية العراقية

العقيدة العسكرية هي المرجعية للجيش ودليله للعمل العسكري، وتشمل الثوابت العسكرية ودرجات الاستعداد للجيش والأقسام العسكرية المناط بها تحقيق المهام الكلية، والاستخبارات إحدى الوسائل التي تخدم العقيدة وتوفر الإنذار المبكر من خطر الهجوم المفاجئ فيصيب الجيش

الارتباك والذعر عندما يأخذه على حين غرة، إلا إذا كان مدرباً تدريباً جيداً وذا عقيدة عسكرية وطنية، فسيظل الجيش متماسكاً قادراً أن يستعيد توازنه بعد صدمة المفاجأة ويتجاوزها ليقوم بالرد المناسب، بعكس الجيش المُسَّيس المبني على الطائفية ويعاني من تفشي الفساد، عندها يصبح معرضاً لسرعة الانهيار أمام وطأة أي هجوم مفاجئ، مثل هجوم داعش والثوار على مدينة الموصل العراقية الذي حقق عنصر المفاجأة، فانهارت على إثره الأجهزة الأمنية للأسباب التالية:

أولاً: التجنيد يتم بناء على الانتماء السياسي والطائفي.

ثانياً: الترقيات العسكرية ليس بناء على الاختصاص والكفاءة، وإنما على المحسوبية والإكراميات التي يتلقاها قادة الفرق العسكرية.

ثالثاً: إبعاد الطائفة السنية عن المنظومة الأمنية وعزلها ترتب عليه صعوبة جمع المعلومات الاستخباراتية عن أي حراك سني تشكل على الأراضي التي تسكنها الطائفة السنية.

رابعاً: الفساد في المنظومة الأمنية ومنها الرشاوى والعمولات والابتزاز.

خامساً: الصراعات الطائفية داخل البرلمان والاقتتال البيروقراطي داخل الحكومة العراقية.

سادساً: خسارة العراق لتقنية الإنذار المبكر التي كانت توفرها أمريكا قبل انسحابها من العراق في 2011 م.

سابعاً: العراق يقع تحت مراقبة الأقمار الصناعية الأمريكية ولم تُبلّغ واشنطن حكومة المالكي عن حركة حشود وعربات ومركبات داعش والثوار المتجهة إلى الموصل، الذي جعل المراقبين يتساءلون عن سبب الصمت الأمريكي حتى سقطت الموصل. إن وقوع الموصل المفاجئ في قبضة داعش والثوار، رصدته الخارجية الأمريكية فوراً، فبادرت إلى إصدار الإعلان التالي: (هناك انهيار في بنية الأجهزة الأمنية العراقية)؛ ونتيجة انهيار الروح المعنوية سرعان ما انتشر الذعر بين أفراد الأجهزة الأمنية في المحافظات العراقية الأخرى، فأصبحت المدن تتساقط واحدة تلو الأخرى في يد داعش والثوار، وفي طريقهم إلى بغداد احتلوا مزيداً من المدن ورفعوا على أراضيها الرايات السوداء، ولكن من المستبعد أن يسيطر أفراد داعش والثوار على مدينة بغداد في ظل الدعم الإيراني لحكومة المالكي الطائفية التي ستواجه مهمة صعبة في إعادة بناء الجيش العراقي، حتى وإن استجابت أمريكا لطلب المالكي من الأسلحة النوعية للجيش العراقي، فبدون عقيدة وطنية سيظل الجيش طائفياً ومتصدعاً مع احتمال وقوع مزيد من الغنائم في يد داعش والثوار من السلاح والعتاد الذي يخلفه الجيش العراقي المذعور. والسلام الذي يبحث عنه الشعب العراقي لن يحققه إعلان أمريكا باستخدام طائرات بدون طيار ضد ثوار العراق، وإنما سيحققه العمل بدعوة السعودية التي نددت بسياسة الإقصاء والطائفية.

الخلاصة:

إن مساعدة إيران للمالكي لمحاولة القضاء على داعش والثوار سيزيد من الانقسام الطائفي في العراق، ودعوة السعودية إلى حكومة وفاق وطني عراقي هو السبيل الذي يجب أن يسلكه الشعب العراقي لتفادي حرب أهلية قد تنتهي بتقسيم العراق.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

مقالات أخرى للكاتب