Tuesday 24/06/2014 Issue 15244 الثلاثاء 26 شعبان 1435 العدد
24-06-2014

العنصرية والمبتعثون في الغرب

فاصلة:

((الحرية هي السيطرة التي نتمتع بها مع أنفسنا))

- حكمة عالمية -

في مقالة الأحد الماضي تساءلت عن كيفية التعامل مع الرهاب الإسلامي في الغرب؟

ولأني مبتعثة وفي بريطانيا تحديداً، فإنّ العنصرية ضد الدين كما ذكرت في مقالة الجمعة علمياً ليست منتشرة، وفي مانشستر التي أعيش فيها تحديداً تنتشر المساجد ويوجد أكثر من مركز إسلامي.

السؤال الآن هل توجد عنصرية ضد المبتعثين؟

صحيفة «صوت المبتعث» المتألقة (MVR) أجرت استبياناً على عينة عشوائية بلغت 218 فرداً، من الطلاب السعوديين المبتعثين إلى عدد من الدول الأمريكية والأوروبية، حول وقوع أحداث وتصرفات وسلوكيات عنصرية معهم خلال إقامتهم في بلدان الابتعاث، وأسفرت النتائج عن أنّ 37.5% منهم قد تعرضوا لمواقف حملت عبارات أو كلمات أو سلوكيات عنصرية، فيما نفى 62.5% من المبتعثين تعرضهم لأية تصرفات أو مواقف سلبية.

بعض المبتعثات في الاستبيان يجزمن بأنهن يتعرّضن للعنصرية من السعوديين أنفسهم. وهن غالباً ما يسألن في منتديات شبكة الإنترنت عن المدينة التي سيدرسن فيها هل يوجد بها قبول للحجاب أو النقاب أم لا؟

بمعنى أنهن يدركن حجم القضية وبعضهن قلقات من وجودها.

والسؤال الأهم لماذا يتعرض البعض إلى مواقف عنصرية والبعض الآخر لم يتعرض؟

وكيف استطاع مبتعثون سعوديون أن يكونوا سبباً لإسلام من لا يعرف عن الإسلام شيئاً ؟

الذي أقصده أنّ المبتعثين السعوديين ليسوا بصمة واحدة،

ولذلك من المهم أن نتساءل ما الذي يجعل الآخر الذي لا يعرفنا يعاملنا بفوقية وازدراء فقط لأننا مسلمين... فقط لاختلاف الديانة؟

أتحدث هنا عن المواقف والسلوكيات وليست جريمة القتل مثلا ًوالتي تحدث بسبب رغبة متوحشة لدى المجرم بصرف النظر عن سلوك الضحية.

في تقديري نحن المسؤولون عن تصرفات الآخر تجاهنا لأننا لو آمنّا بأنّ الآخر هو المسؤول فلن يتغير شيء.

التغيير يبدأ من أنفسنا ليتغير أي شيء حولنا، والله يقول {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

قضية تعايش المبتعثين في الخارج مسئولية نتاج مجتمعنا لقيمنا ومسؤولية مؤسسات كالسفارات والملحقيات، وأيضاً هي مسؤوليتنا كمبتعثين تجاه إيماننا بالحرية الدينية، وإلا كيف يوجد مبتعث سعودي يتصرف بعنصرية تجاه مبتعثة من بلده؟

العنصرية موجودة في كل مكان في هذا العالم تجاه الدين ولكن لتكون في عالمنا الخاص علينا أن نفكر لماذا واجهناها ولم يواجهها سوانا ؟

هل نحن خائفون من العنصرية؟ هل في لباسنا أو تواصلنا اللغوي أو أفكارنا ما يستفز الآخر؟ هل نفكر بما يفعله العنصريون ونتابع الأخبار السيئة؟

وجودنا كطلاب لسنوات في بلاد الغرب ليس للدراسة فقط، بل هو بشكل أو بآخر يعكس صورتنا كمسلمين وسعوديين في الخارج، ويساهم في تشكيل الصورة الذهنية عن بلادنا وديننا. من المهم دائماً أن ننطلق في حل ما يزعجنا من كوننا مسئولين عما يحدث لنا، وهذا ما يقتضيه الوعي للتغيير إلى الأفضل.

حمانا الله بوعينا تجاه ديننا وتجاه احترامنا للأديان الأخرى ولثقافات شعوب مختلفة، لأن الاحترام لا يعني الاقتناع بالثقافة بقدر ما يعني قبول اختلافها.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب