Wednesday 25/06/2014 Issue 15245 الاربعاء 27 شعبان 1435 العدد
25-06-2014

الخادمات وأسئلة لا تنتهي!

ثمة سؤال محير يسكنني منذ زمن، ما الذي تغير في موضوع الخادمات؟

في الماضي كانت تنحصر في كسل بعضهن أو كثرة طلباتهن أو قيامهن بسرقة شيء ما من المنزل أو إقامة علاقات مع عمالة آخرين غالباً ما يكونون سائقي الجيران، وغالباً هذا التواصل ينتج عنه سلوكيات سيئة أو أعمال سرقة، وعلى أسوأ الفروض قيام بعضهن بأعمال السحر والشعوذة التي تهدف منها غالباً إلى إيذاء أهل المنزل.

منذ سنوات قلائل تغيرت هذه الشكوى إلى ما هو أخطر، أصبح هناك جريمة تمارس من قبل الخادمات ضد الأسر وضد الأطفال بشكل خاص..

هذا السؤال عاد بإلحاح إلى ذاكرتي بعد سماعي لجريمتين مفجعتين حدثتا مؤخراً لم يفصل بينهما سوى بضعة أيام.. الجريمة الأولى مقتل طفل في الحادية عشرة من عمره من قبل خادمتين في مدينة الرياض والثانية قيام إحدى الخادمات بسكب الزيت المغلي على أفراد عائلة بأكملها، الأم والأب والابن والابنة!

تطوف في رأسي الكثير من الأسئلة الساخنة المتواصلة والتي تمتد بلا انتهاء كلما أمعنت التفكير حول هذه القضية، لماذا أصبحنا نسمع بالجريمة تلو الأخرى؟ وما هي العقوبات التي تم اتخاذها حيال أولئك المجرمين من العمالة خادمات أو سائقين، رغم أن أعداد الخادمات المقترفات للجريمة فيما يبدو هي الأكثر سيادة.

الذي أعلمه حسب القانون الدولي أن المقيمين في البلد، أي بلد على وجه الأرض ينطبق عليهم القانون المطبق في هذه البلاد.. بالنسبة لنا من المعروف جداً أن حد القتل هو القتل تماماً حسب الآية {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}.. حتى قوله تعالى {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ...} - سورة المائدة -

ربما يكون هناك جرائم تُقترف من قبل أهل المنزل ذاتهم تجاه الخادمات، لكن لم تصل فيه الحالات المسجلة لدينا حتى الآن إلى ذلك الحجم الذي يأخذ فيه شكل الظاهرة، حين أتحدث عن العقوبة فأنا أعني أن يتم تطبيق القانون على الجميع سواسية وبمنتهى العدالة، سواء كان من أفراد المنزل تجاه الخادمة، أو من قبل الخادمة ذاتها..

هذا فيما يختص بالعلاج، أما الوقاية فتتمثل بضرورة وضع التدابير اللازمة عند استقدام الخادمات، من خلال تحري مدى أهليتهن للعمل، فإضافة إلى القوة الجسدية واللياقة الصحية ينبغي التأكد من صحتها العقلية والنفسية، وذلك بإخضاعهن لاختبارات نفسية في بلادهن وفي مكاتب الاستقدام الوطنية (المحلية) المسؤولة عنهن، أما أن يفتح الحبل على الغارب في موضوع الخادمات ويتم استقدام واستضافة من هبّ ودبّ داخل البيوت ليصبحن هكذا بين يوم وليلة راعيات لأطفالنا مُستأمنات على أسرار بيوتنا فتلك مخاطرة لاتؤمن عواقبها، أعلم بأن هناك كثيرين كتاباً وكاتبات سبق لهم المطالبة بما طرحته هنا، لكن حتى الآن لم نلمس بعد حلولاً عملية، ولازلنا بالانتظار، لعل وعسى.

مقالات أخرى للكاتب